بدأت الحكومة البريطانية نقل أول دفعة من طالبي اللجوء إلى البارجة "بيبي ستوكهولم" التي ترسو جنوبي البلاد، وذلك في إطار خطتها لنقل طالبي اللجوء إلى سفن وقواعد عسكرية مهجورة.
وتهدف هذه الخطة إلى تقليل تكلفة إيواء طالبي اللجوء، حيث يتم إنفاق 6 ملايين جنيه إسترليني يومياً على إقامتهم في الفنادق.
ومن المقرر أن يتم نقل 50 طالباً للجوء إلى البارجة، التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 500 شخص.
وصرح وزير الهجرة البريطاني، روبرت جينريك، بأن البارجة هي "منشأة آمنة"، متجاهلاً مخاوف نقابة رجال الإطفاء التي حذرت من أنها قد تكون "فخًا محتملاً للموت"، مشيرة إلى الاكتظاظ وصعوبة الوصول إلى مخارج الحريق.
ورست البارجة في ميناء بورتلاند دورست الشهر الماضي، وتتكون من 3 طوابق وتحتوي على 222 غرفة نوم فردية مع حمامات داخلية ومطابخ.
بعض الغرف تحتوي على وسائل ترفيهية مثل التلفزيون، وتتوفر صالة رياضة وصالة ألعاب، كما تعتزم الحكومة وضع أسِرَّة مزدوجة في تلك الغرف الضيقة لزيادة عدد اللاجئين الذين يمكن استيعابهم.
وسيتواجد فريق مكون من 60 موظفاً على متن البارجة للصيانة وتحضير الوجبات، وسيتم تكليف 18 حارساً بأمن البارجة، وسيتم توفير حافلة لنقلهم إلى البلدة المجاورة.
وتم الإعلان في وقت سابق أن البارجة مخصصة لإيواء الرجال البالغين فقط.
ووفقاً لتقارير صحفية بريطانية، ستكون المساحة المتاحة لكل فرد أقل من المساحة المستخدمة لصف واحد من السيارات.
وتشير تقديرات صحيفة التايمز البريطانية إلى أن تأجير البارجة يكلف 15 ألف جنيه إسترليني (19 ألف دولار) يومياً، بالإضافة إلى تكاليف رسوها في الميناء بقيمة 4500 جنيه إسترليني يومياً.
وبالتالي، تبلغ تكلفة إقامة اللاجئ اليومي على البارجة نحو 19 ألف جنيه إسترليني يومياً.
وتثير هذه التكلفة جدلاً واسعاً بين المجتمع والنقابات والجمعيات الخيرية، حيث يعتبر البعض أن هذا المبلغ يمكن استخدامه بشكل أفضل لتحسين ظروف إيواء طالبي اللجوء وتوفير الخدمات الأساسية لهم.
من جانبها، تؤكد الحكومة البريطانية أن استخدام البارجة هو إجراء مؤقت وضروري لتخفيف الاكتظاظ في الفنادق وتقديم بدائل أرخص لإيواء اللاجئين.
تاريخ مأساوي
استخدمت "بيبي ستوكهولم" في ألمانيا لإيواء المشردين والمهاجرين في الفترة من 1994- 1998، وبدأت هولندا في استخدامها عام 2005 لإيواء المهاجرين غير النظاميين.
وقد سُجل على متن البارجة عديد من المشاجرات وحوادث الاغتصاب، كما شهدت عام 2008 حالتي وفاة لشخصين عربيين بسبب رداءة العناية الصحية المقدمة لهم.
وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2008، وثق التقرير الصدمة النفسية التي أُصيب بها من أقاموا فيها.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
