أثارت قرارات حكومة الأسد بتقليص دعم المحروقات وزيادة رواتب العاملين بنسبة 100 بالمئة، حالة من التخبط والفوضى في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا.
وعلى عكس "تطمينات" الرواية الرسمية لحكومة الأسد، يرى محللون اقتصاديون أن "الأيام المقبلة ستكون على السوريين أشد وأصعب".
وكان بشار الأسد قد أصدر، ليلة الأربعاء، مرسوماً قضى بزيادة رواتب الموظفين بنسبة 100 بالمئة، وجاء بعد قرار أصدرته وزارة الداخلية، وقضى برفع أسعار البنزين والمازوت إلى مستويات غير مسبوقة.
وأثار التزامن الحاصل بين هذين القرارين الكثير من الجدل بين أوساط السوريين، لاسيما أنه لم تمض ساعة واحدة فقط على رفع الدعم الخاص بالمحروقات، ليتجه الأسد إلى زيادة الرواتب بمقدار الضعف.
واعتبر مراقبون أن الزيادة في الرواتب التي أقرها الأسد "تبخرت قبل أن تصل"، وأوضحوا أن القرارين اللذان صدرا سيزيدان من معدلات التضخم في مناطق نظام الأسد، ويدفعان السكان إلى مزيد من الفقر.
وقال المحلل الاقتصادي يونس الكريم، إن الزيادة التي أقرتها حكومة الأسد على أجور العاملين في الدولة والمتقاعدين بنسبة 100%، ابتلعها التضخم "قبل أن تصل جيوب المواطنين".
وأضاف الكريم أن الزيادة على الأجور تبدو "اسمية"، لكون الحوافز التي تشكل 50% من الأجور بقيت على حالها، مضيفاً أن الزيادة فعلياً تشكل 50% من كتلة الراتب.
وأشار في حديث لموقع محلي، إلى أن الأسعار خرجت عن سيطرة حكومة الأسد بشكل كامل، الأمر الذي يعقبه ارتدادات شديدة على مؤسسات الدولة.
من جهتها، تحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام، من بينها "إذاعة شام إف إم" عن "حالة من التخبط والفوضى بتسعير المواد الغذائية والخضار، في مختلف الأسواق الرئيسية، بعد قرارات رفع أسعار المحروقات".
كما نشرت صحيفة "تشرين"، عدة صور من داخل العاصمة السورية دمشق، أظهرت فيها حالة من الإرباك الشديد في حركة تأمين المواطنين لوسائل النقل بعد ارتفاع أسعار الوقود، وانسحب هذا الحال على بقية المحافظات، من بينها مدينة حمص.
بدروه، لفت الصحفي السوري، نضال معلوف إلى أن "معظم الناس في مناطق النظام بقوا في بيوتهم ومن غادروا بقوا هائمين على وجوههم لا يدرون ماذا يفعلون"، مضيفاً أن "القرارت التي صدرت ليلة الأربعاء بزيادة أسعار المحروقات شلّت البلد بالكامل".
ويأتي قرار رفع الدعم عن المحروقات في مناطق نظام الأسد ومرسوم زيادة الرواتب في وقت تواصل قيمة الليرة السورية التدهور في سوق العملات الأجنبية، إذ بلغت الخميس 15700 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
