حذرت واشنطن من أن السوريين سيموتون جوعاً نتيجة اعتماد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر مساء الجمعة، قراراً بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبرين اثنين فقط.

وتأتي هذه التحذيرات عقب التصويت على مشروع القرار الذي يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود لمدة 6 أشهر عبر معبري بابا السلام وباب الهوى من تركيا.

ومنذ عام 2014، يأذن مجلس الأمن بإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، بشكل سنوي، من خلال أربعة معابر حدودية - باب السلام وباب الهوى في تركيا، واليعربية بالعراق، والرمثا بالأردن.

وحصل القرار على موافقة 11 دولة من إجمالي أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 وامتناع 4 دول عن التصويت هي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا.

وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "روسيا هي التي أوصلتنا إلى هذه النقطة وتتحمل المسؤولية عن ذلك".

وبينت كرافت أن "الأزمة الإنسانية في سوريا لا تزال وخيمة، والناس بحاجة ماسة للمساعدة، وبضوء هذه الاحتياجات العاجلة، أرادت الولايات المتحدة أن يجدد المجلس التصريح لجميع المعابر الأربعة وأن يضيف معبراً خامساً في تل أبيض بشمال شرقي البلاد".

وأردفت أنه "لم يتمكن مجلس الأمن من الاتفاق سوى على قرار غير ملائم بشكل كبير لاحتياجات الشعب السوري، سيعاني السوريون بلا داع نتيجة لهذا القرار وسيموت السوريون نتيجة لهذا القرار".

وتابعت أن "من يتحمل مسؤولية هذه النتيجة هو الاتحاد الروسي الذي أوصلنا إلى هذه النقطة، الاتحاد الروسي هو الذي استخدم حق النقض (الفيتو) في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والذي عمل بلا كلل لتقسيم المجلس، والاستنتاج الوحيد المعقول الذي يمكن استخلاصه هو أن الروس يدعمون نظام الأسد لتجويع معارضيه".

وأوضحت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة أن "الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت على هذا القرار لأنه المسار الوحيد المتاح حالياً للحفاظ على الحد الأدنى من تدفق المساعدات للمحتاجين، ونحن فعلنا ذلك بقدر من الاشمئزاز والفزع".

وأكدت أن "الولايات المتحدة لن تتخلى عن مبادئها أو مسؤولياتها أو اهتمامها الدائم برفاهية الشعب السوري".

وأضافت أنه "طالما أن دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) موجود في البيت الأبيض وأنا موجودة كسفيرة لأمريكا لدى الأمم المتحدة لن نتوقف عن القتال من أجل سلامة وكرامة وحرية الشعب السوري ولن نكل بتأمين المساعدات التي يحتاجها".

ويشار إلى أنه في ديسمبر/ كانون أول الماضي، عرقلت الصين وروسيا، جهود مجلس الأمن الدولي لإصدار مشروع القرار الثلاثي المشترك بين الكويت وبلجيكا وألمانيا، بشأن التجديد لتلك الآلية.

واستخدم البلدان في جلسة مغلقة للمجلس حق النقض (الفيتو) الذي تتمتعان به بالمجلس للحيلولة دون صدور القرار.