الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"محو أمية العربية"

السوريون في تركيا يسعون لإنقاذ لغتهم الأم

11 يناير 2020، 11:17 ص
السوريون في تركيا يسعون لإنقاذ لغتهم الأم
السوريون في تركيا يسعون لإنقاذ لغتهم الأم

اسطنبول – هناء الكحلوت:

لم يتخيّل السوريون اللاجئون في تركيا ابتكارهم أساليب وطرق جديدة لتعلم اللغة العربية بمحاولةٍ منهم لسد النقص الناجم عن تراجعها لأبنائهم المُتعايشين في بلادٍ ذات لغة جديدة.

وفي ظل الصعوبات التي تواجه الأهالي بتعليماللغة العربية لأطفالهم المنتسبين للمدارس التركية، يسعى بعض الأهالي بشكل فردي إلى تعليم أبنائهم لغتهم الأممن المنزل بطرق فعالة ومبتكرة.

تجربة غنية

المرشدة النفسية هنادي سلامة، استطاعت تسطير تجربة غنية لها في تعليم بناتها الثلاث اللغة العربية وزرع حبها لديهم والرغبة بتعلمها.

وقالت سلامة لـ"آرام" كنت أبدأ معهم في عمر أربع سنوات وأعلمهم الأحرف العربية، ويكون لنا وقفة كل أسبوع مع حرف جديد ومراجعة للأحرف السابقة، وأستخدم عدة طرق بتدريسهم، وحين أصبحت بناتي في الصف الأول استطعن القراءة والكتابة.

وواجهت خلال تعليمها لهنّ العديد من الصعوبات، أبرزها عدم توفر جو دراسي للغة العربية، واعتمادها على نفسها في خلق وابتكار الأساليب الجديدة عبر الرسم والألوان وغيرها.

وبحكم دراسة بناتها في مدرسة تركية، استغلت فترة العطلة الصيفيةلتخصيصهاللغة العربية، وكانت خبرتها بالتدريس بإحدى الروضات العامل المساعد لها.

ولا يقتصر الجهد في تعليم اللغة على الأهالي، فهناك منظمات سورية فاعلة وأخرى تركيةتسعى إلى محو أمية اللغة العربية لدى أطفال السوريين في تركيا.

تضاؤل باللغة

مدير مشروع التعليم في منظومة "وطن" الفاعلة بقضايا السوريين، إبراهيم خطيب، بيّن أن العديد من الأطفال يُعدّون أميين بالعربية كونهم لا يتقنونها قراءة وكتابة، ويعتمدون على اللهجة السورية (العامّيه) وليس الفصحى.

وقال خطيب لشبكة "آرام" : إن العائلات السورية تسعى إلى تعليم أولادها اللغة التركية، منوهاً إلى إشكاليات كبيرة قد يواجهها الأطفال السوريون حين العودة إلى بلادهم وهي ضعف اللغة الأم.

وتابع "على الرغم من وجودها في بعض المدارس إلا أن تحديات جمّة واجهت تدريس اللغة العربية، منها عدم وعي أولياء الأمور لما يجري في المدارس بسبب ظروف العمل والتهجير، بالإضافة لعدم إدراكهم لأهميتها.

كما أن أهالي الطلاب لا يُعلّمون أولادهم العربية في المنزل بسبب أمّيتهم، ولا يرسلونهم لمراكز تعليمها بسبب ضيق وقت الأولاد لانشغالهم بتعلم التركية، وفق ما بين خطيب.

واقترح خطيب إنشاء نادي قراءة للكتب العربية، وتشجيع أصحاب المواهب الأدبية والشعرية وإعطاء دورات للخط العربي، بالإضافة لمحو أمية أولياء الأمور، وإقامة حملات التوعية لأولياء الأمور، وتوفير منصات تعليم إلكترونية.

مقرر اختياري

وتُعد اللغة العربية غير إلزامية، وأقرتها الحكومة التركية في العام 2015م حيث تُتاح كمقرر اختياري للمرحلة الابتدائية من الصف الأول حتى الرابع، وتُدرّس في المرحلة المتوسطة والثانوية بمدارس الأئمة والخطباء، فيما تُخصصها الجامعات التركية كمقرر إجباري في كليات الشريعة والعلوم الإسلامية.

الحاجة الملحة لتدريس اللغة العربية دفعت السوريين للتفكير بمقترحات عدة تساهم في تعليمها ويمكن أن تتبناها منظمات أو مؤسسات حكومية وخاصة.

ويقدر عدد السوريين الذين هم في عمر التعليم (5 إلى 18 عاماً) مليون و155 ألف و451 شخصاً، بحسب جمعية مساعدة وتضامن اللاجئين وطالبي اللجوء في تركيا.

فيما بلغ عدد اللاجئين منهم منذ بداية الحرب على سوريا في العام 2011 حتى سبتمبر 2019 إلى 3 مليون و666 ألف لاجئ.

وما بين التحديات وحلولها تبقى هناك حاجة كبيرة للعمل من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة بالتنسيق مع الأهالي والطلاب، على دعم اللغة الأم وبذل الجهود لمنع اندثارها.