شهدت محافظة إدلب شمال غربي سوريا اليوم الخميس استنفاراً كبيراً لـ "هيئة تحرير الشام" و"جهاز الأمن العام" التابع لها، بالتزامن مع نشر حواجز طيارة، والتدقيق على المارة.
وأكدت مصادر محلية لـ"آرام" أن الهيئة نشرت عشرات الحواجز الطيارة في محافظة إدلب، وخاصة في ريفها الشمالي الغربي.
وأشارت إلى أن حواجز الهيئة أجرت تفتيشاً دقيقاً للسيارات المارّة، ما سبّب حالة من الخوف للمدنيين في المنطقة.
ووضعت الهيئة عدة نساء عاملات في جهازها الأمني على حاجز الغزاوية الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام، بهدف تفتيش النساء، بحثاً عن هدف محدد لم يعرف بعد.
بالتزامن مع ذلك، أوضحت المصادر أن الهيئة أجرت عمليات دهم واعتقال، نتج عنها احتجاز عدد من قادة الهيئة في إدلب.
من جهتها، أفادت مصادر إعلامية منفصلة، بأن الهيئة داهمت منازل لمطلوبين في شارع الثلاثين بإدلب، واعتقلت موظفين تابعين لها ضمن لجنة المالية بـ"حكومة الإنقاذ" بتهمة العمالة لمخابرات أجنبية.
واستهدفت المداهمات نحو 7 مطلوبين بتهم العمالة، وتم القبض على اثنين منهم يعملان كإداريين في لجنة المالية بحكومة الإنقاذ، وجرى نقلهم إلى مركز التحقيق في فرع الـ107 التابع لجهاز الأمن.
وبلغت حصيلة الاعتقالات الجارية لموظفين في حكومة الإنقاذ هذا الشهر فقط 19 موظفاً، ضمن لجان ومكاتب الحكومة.
وقبل أيام أكدت مصادر إعلامية أن هيئة تحرير الشام داهمت منزل أحد أبرز القيادات العسكرية المسؤولة عن الكتلة الشرقية بصفوفها وهو أبو محمد الشحيل، وذلك بتهمة التورط مع أبو ماريا القحطاني بمخطط الانقلاب على الجولاني.
وفي وقت سابق أكدت "هيئة تحرير الشام" تجميد صلاحيات القيادي البارز في صفوفها "أبو ماريا القحطاني".
وقالت الهيئة في بيان لها، إن أبا ماريا القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل، وعليه أوصت اللجنة بتجميد مهامه وصلاحياته.
وذكرت أن اسم "أبو ماريا القحطاني" ورد في بعض التحقيقات التي أجريت مؤخراً، وعلى الفور وجهت القيادة العامة بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة القضية، في إشارة إلى قضية العمالة لجهات خارجية.
وشهدت "هيئة تحرير الشام" خلال الفترة الماضية حالة من التخبط بعد اعتقال المئات من قادتها وعناصرها، إثر اكتشاف عمالتهم لروسيا ونظام الأسد والتحالف الدولي.
وتجاوز عدد المعتقلين 300 شخص، بتهمة العمالة لجهات خارجية، وشملت الاعتقالات قادة وعناصر في المكاتب العسكرية والإعلامية والأمنية وغيرها.
بدوره ذكر "جهاز الأمن العام" التابع للهيئة، أن "خلية العملاء التي اعتقلها الأمن العام في إدلب مؤخراً، تضمنت شخصيات منتسبة إلى تحرير الشام، وشخصيات مدنية وفي فصائل عسكرية وفي حكومة الإنقاذ".
وأشار إلى أن "المتورطين يتبعون إلى المخابرات الروسية وأفرع النظام ويتلقون الأوامر مباشرةً منهم، وبعضهم يتواصل مع جهات خارجية (لم يسمها)".
ولفت إلى أن التحقيق لا يزال مستمراً، وأن المعلومات التي طلبتها المخابرات تتعلق بالجانب العسكري من محاور ونقاط رباط وخطط عسكرية.
شاهد إصداراتنا:
