أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، وذلك في ردها على طلب قبرص من الاتحاد الأوروبي، إجراء إعادة تقييم للمناطق الآمنة في البلاد.
وقالت المنظمة في بيان، الجمعة، إن "قبرص استشهدت بتقييم وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن دمشق وأجزاء أخرى تحت سيطرة حكومة الأسد لم تعد تعاني من العنف، لكنها أغفلت التحذير من تعرض العائدين لخطر الاضطهاد والاعتقال".
وأضافت أن "غياب العنف العشوائي في جزء من سوريا لا يعني أنها آمنة لعودة اللاجئين إليها، فالأماكن التي لا يتطاير فيها الرصاص ليست خالية من الخطر".
وأوضحت أن "الحكومات التي تسعى بفارغ الصبر للحصول على ضوء أخضر لترحيل السوريين، والذي يتعارض مع التزاماتها بعدم الإعادة القسرية، لم تدرس بشكل كامل وعادل التهديد المتمثل في العنف العام وانعدام الأمن في معظم أنحاء سوريا".
وأشارت إلى أن أجهزة نظام الأسد الأمنية والميليشيات التابعة له، ما تزال مستمرة في اعتقال واختطاف وتعذيب وقتل اللاجئين العائدين إلى سوريا.
ولفتت إلى أن لاجئين سوريين تعرضوا، في تموز/ يوليو الماضي، إلى التعذيب في سجون "المخابرات العسكرية"، وجرى تجنيدهم للخدمة العسكرية بالقوة.
وكان وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، طالب الاتحاد الأوروبي، بإعادة تقييم ما إذا كانت سوريا آمنة للعودة، حتى يمكن ترحيل طالبي اللجوء إليها أو إعادتهم إليها.
انتهاكات نظام الأسد
وفي تقريرها الصادر عام 2021، وثّقت منظمة "هيومن رايتس" الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون العائدون من لبنان والأردن إلى سوريا بين عامي 2017 و2021 على يد نظام الأسد والميليشيات الموالية له.
وأكدت المنظمة في تقرير لها بعنوان "حياة أشبه بالموت" أن سوريا ليست آمنة للعودة، حيث تشهد انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وتصاعد صعوبات اقتصادية تحول دون عودة مستدامة للكثير من اللاجئين.
وقد وثقت المنظمة، من بين 65 شخصاً عائداً أو أفراد عائلاتهم الذين استُطلِعت آراؤهم، 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، و3 حالات اختطاف، و5 حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
