الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.76 ليرة تركية / يورو
40.64 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.91 ليرة تركية / ريال قطري
8.65 ليرة تركية / الريال السعودي
32.45 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.76
جنيه إسترليني 40.64
ريال قطري 8.91
الريال السعودي 8.65
دولار أمريكي 32.45

من سوريا إلى ليبيا.. كيف تُخاض حروب المرتزقة؟

12 يناير 2020، 04:35 م
من سوريا إلى ليبيا.. كيف تُخاض حروب المرتزقة؟

حسين أبو شمالة

كاتب وإعلامي فلسطيني

12 يناير 2020 . الساعة 04:35 م

عندما تعجز الدول عن الانتصار في الحروب .. ويهددها شبح الاتهام بارتكاب الجرائم الإنسانية .. والتكاليف المرتفعة في تعويض جنودها وذويهم  .. تتجه هذه الدول لاستراتيجية أشد قذارة وشراسة.

القتلة اللاهثون وراء المال .. المرتزقة

قال عنهم الكاتب الصحفي الهولندي وليام أولتمان "إنهم يمارسون أعمالاً لا تخطر على البال .. وأخطر بكثير مما يفعله الجنود النظاميون .. ولا ينطبق عليهم ما ينطبق على البشر".

أوقعوا الخراب في دول كثيرة .. تاجروا بالأسلحة والمخدرات وحتى الأعضاء البشرية .. فأنشؤوا ثروات مالية ضخمة ..تكفيهم للعيش في جزر مثل المالديف بقية حياتهم.

فكرة جهنمية، خطرت لبعض الدول المتطلعة للهيمنة، إنشاءُ شركات أمنية توظف مرتزقة وتدربهم للقيام بمهام حول العالم.

بغض النظر عن انتمائه وتوجهاته يتم اختيار العنصر المرتزق غالباً من مجتمع مهمش ومنغمس بوحل الجريمة أو من عائلات مفككة، وعادة ما يكون المرتزق مجهول النسب بلا ضمير ولا أحاسيس ولا انتماء لأي شيء إلا المال، ينفذ أي أمر يوجه إليه وإن وصل الأمر لقتل أحد أقاربه، فلا مانع لذلك إذا كان الأجر مغرياً.

يعمل هذا المرتزق مقابل أجر متفق عليه يصل إلى 1000 دولار في اليوم الواحد وأحياناً إلى 10 آلاف دولار، وليس له أي تعويضات إذا قتل أو أصيب خلال مهمته.

وبالتالي تتخلص الدول من معاناة ما بعد الحروب من تأمين صحي وتعويضات كبيرة لأهالي القتلى والمصابين من الجنود النظاميين، وحتى التهرب من المطالبة بجثث القتلى.

فعندما قتلت المقاومة العراقية أربعة عناصر من المرتزقة في الفلوجة وعلّقت جثثهم فوق جسر على نهر الفرات، لم تتأثر الإدارة الأمريكية حينها وحتى لم تكلف نفسها بالإعلان عن أسمائهم.

لا أعراف ... ولا قوانين تحكم المرتزقة .. يتاجرون بالأسلحة، النفط، والأعضاء البشرية، ويمارسون عمليات نهب وسرقة واغتصاب، ناهيك عن انتهاكهم للقوانين الدولية من تعذيب لانتزاع الاعترافات، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، بلا أي تحقيقات دولية تلاحق الدول الراعية.

أقامت شركات تصنيع الأسلحة صفقات بمليارات الدولارات لبيع الأسلحة لهذه الشركات، فشكلت انتصاراً عسكرياً .. واقتصادياً أيضاً.

استخدمتهم الولايات المتحدة في العراق عوضاً عن جيشها ... فوصل عددهم إلى 30 ألف عنصر مرتزق.

قاتلوا عصابات مافيا المخدرات في أمريكا اللاتينية، واتخذهم الكيان الصهيوني سلاحاً استراتيجياً في اغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية، وتنفيذ أجنداته الاستخباراتية في الدول العربية، نفذوا مذابح ضد البشرية في البوسنة والهرسك وأفغانستان وليبيريا وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلاد الساخنة.

وصل عدد هذه الشركات في العالم لأكثر من 300 ألف شركة أمنية تعمل بغطاء النشاط الأمني المدني من حماية الشخصيات والمؤسسات، لتلمّع نفسها وتصبح أكثر قبولاً من ناحية قانونية واجتماعية.

بلاك ووتر .. MPRI   .. فاغنر .. هالبرتيون .. ليفدان .. الشبح الفضي .. يغال .. ساندلاين .... نورث بريدج .. داين كورب .. سال آل

كلها شركات ارتزاق أمني تنفذ مهاماً إجرامية مقابل أموال ضخمة، يصل حجم أرباحها لأكثر من 5 مليارات دولار سنوياً.

سنة 1989 جرّمت الأمم المتحدة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم .. لكن كما المعتاد، لا تكترث الدول العظمى ولا يطبق عليها أي قانون يدينها.

اندلعت ثورات الربيع العربي، لتقمعها الأنظمة الدكتاتورية، وتبدأ بإعطاء الضوء الأخضر للمرتزقة لقتل الشعوب، فتجمَّع عناصر المرتزقة من شرق وغرب المعمورة، لإبادة الشعوب العربية.

برز اسم شركة فاغنر الروسية التي استخدمتها روسيا لقتل الشعب السوري، تضم عناصر مرتزقة من دول متعددة يقاتلون بجانب نظام الأسد،

ومن ثم ظهرت الشركة نفسها في ليبيا للقتال لصالح الانقلابي خليفة حفتر.

وقّعت تركيا اتفاقية مع حكومة الوفاق الليبية، كان من مخرجاتها إرسال قوات تركية إلى ليبيا لمؤازرة حكومة السراج المعترف بها دولياً،

فردّت شركة فاغنر الروسية باستقدام عناصر مرتزقة جدد إلى ليبيا، ولكن هذه المرة .. من شبيحة نظام الأسد.

أسعار زهيدة .. بلا مبدأ أو ضمير .. ولا يحتاجون للتدريب .. أيادٍ ملطخة بدماء السوريين أصلاً .. لن تلاحقهم المحاكم الدولية .. ولن تكترث روسيا لجثثهم.

لعله رُسم في مخيلتك أن المرتزق .. شخص يحمل السلاح ويقتل الأبرياء بلا رحمة.

ولكن هناك أنواع أخرى من المرتزقة

أشخاص بألبسة فاخرة .. قد يكونون .. فنانين .. إعلاميين .. سياسيين .. معلمين ... مشايخ أو  حتى أطباء

يعملون لصالح المستعمر والأنظمة المستبدة، يقفون ضد إرادة الشعوب، مقابل فتات لا يغنيهم من جوع، ولا يأمنهم من خوف.