الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

خالٍ من "آثار الظلم والاستبداد"

"المدرسة الرقمية".. منهج حُرّ نحو طالب سوري مميز

14 يناير 2020، 10:00 ص
تسعى المدرسة إلى تنشئة طالب سوري مميز أينما كان مكانه وظرفه
تسعى المدرسة إلى تنشئة طالب سوري مميز أينما كان مكانه وظرفه

هناء الكحلوت - خاص آرام:

صرحٌ رقمي نبت من بين الركام وانطلق على الرغم من "سهام الطغيان"، بهمم سوريّة تجلّت وشمخت وتحدّت ظلم العدوان، يسعى لأن يكون مع الطالب السوري أينما كان، وفي كافة الظروف التي يمرّ بها، رافعاً شعار "التعليم للجميع".

"المدرسة الرقمية"، نشأت لبناء جيل سوري متعلم، ولتتيح لجميع الطلاب السوريين الانتساب إليها ومتابعتها والاستفادة منها بمختلف الظروف المكانية والزمانية والاجتماعية والصحية، مواكبة الحداثة والثورة الحقيقية في التعليم.

وانطلقت المدرسة الرقمية من مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، كأول وأهم المشاريع الوطنية السورية التعليمية.

وجاء إطلاق هذه المدرسة تحت مظلة منظمة "سنا للأعمال التعليمية والإنسانية"، وهي عضو منصة "الأوتشا" الدولية، وترتبط بشراكات تعاون مع العديد من الجهات المدنية المعنية والمعتنية بالتعليم.

وعلى عكس المدارس السورية التقليدية في الداخل قبل العام 2011، والتي تقدم العلم للطالب المستقر بمكان ما، فإن هذه المدرسة تسعى لأن تصل إلى شرائح كبيرة، وأولها الطالب السوري أينما تواجد.

ويمكن للطالب الوصول لهذه المنصة التعليمية عبر الهاتف المحمول أو جهازه الحاسوبي، وفي حال لا يتوافر لديه الإنترنت فبإمكانه شراء الأقراص المدمجة التي تحتوي على المواد التعليمية والدراسة عبرها.

image

ما أهميتها؟ 

وتسعى هذه المدرسة التي تبدأ من الصف الأول إلى الثانوية العامة، لإتاحة إمكانيات عدة، تقدم المحتوى المتنوع والغني والشامل عبر وسائل مختلفة ومتنوعة تراعي هذه الظروف وتتيح للمتلقي خيار انتقاء الوسائل المناسبة له.

وفيها كتباً إلكترونية مُنقّحة ومُطوّرة، تضم المنهاج كاملاً، بالإضافة لإمكانية مشاهدة الشروحات لكل درس بالصوت والصورة، كما بها ملحقات لأبحاث وملخصات تسهم بالتوضيح بشكل أكبر.

ويستطيع الطالب أو المعلم تصفح المنهاج وتحميله أيضاً، من خلال الأجهزة المتوفرة لديه.

وبين المنسق العام للمدرسة، عبد الله زنجير، أن هذه المدرسة أنتجت 2700 حلقة من الخامس للثانوية العامة، بالإضافة لعدد كبير من الحلقات الرديفة والمساعدة للمادة التعليمية بقسميها العلمي والأدبي.

وفي العام 2019 نالت المدرسة الرقمية براءة اختراع دولية مسجلة رسمياً بالجمهورية التركية، حيث تعتبر الإنجاز السوري الشبابي الأبرز منذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.

وحول الإنجازات التي وصلت لها المدرسة، قال زنجير لـ "آرام": استفاد بنظام "الأونلاين" وعلى موقعها المرئي قرابة نصف مليون طالب في التعلم الذاتي.

وتابع المنسق العام للمدرسة أن عدد المنضوين فيها بلغ قرابة 4000 طالب وطالبة، منهم قسم هام من الأيتام، والذين يصل عددهم إلى مليون يتيم، يعاني معظمهم من انعدام التعليم.

وتعد المدرسة الرقمية غير ربحية ومجانية بالكامل ومنحت برامجها لعشرات المنظمات والجهات التعليمية.

وتسعى إلى تعويض الخلل التعليمي التقليدي واستفادت منها معظم المناطق المحاصرة مثل الغوطة وحمص في توفير البرامج التعليمية بشكل سهل وسلس، وفق ما أوضح زنجير.

وتحتوي المدرسة على "الحقيبة التعليمية"، والتي فيها كافة المتطلبات والبيانات اللازمة، كما تتضمن دليل المستخدم الشامل الذي يقدم الإرشادات الخاصة بالإدارة والتعليم وآليات العمل والتواصل. 

وتوفر الحقيبة أقراصاً مدمجة (cd) بها حلقات تعليمية ودليل للطالب وكتب للمعلم ومولد كهرباء وبروجكتر ولاب توب وسبورة وأقلام ودفاتر وغيرها.

أما في المدرسة الميدانية، فتجد الفصول الدراسية القابلة للفك والتركيب والتنقل بطريقة سهلة، والتي يتوافر بها الشروطة الصحية العامة.

كما فيها مخططات ونماذج للخيام وتوزيعها والوثائق الإرشادية الخاصة بطريقة التركيب والتوزيع. 

ويوجد بالمدرسة أيضاً مكونات البناء الخاصة بها المتمثلة بالخيام والمنافع والخزانات والتوصيلات والأدوات اللازمة للتركيب والصيانة، ومزودة بالحقيبة التعليمية.

ومن الوسائل التي دعمت الفكرة بشكل كبير، "القافلة التعليمية"، وهي عربة نموذجية متنقلة محكمة الإغلاق وآمنة، مجهزة بالوسائل التعليمية والإرشادية والأدوات والمواد المخبرية.

وتسعى هذه القافلة إلى إتاحة الفرصة للطالب لإجراء العروض العملية والتجارب والإلمام بالنواحي التطبيقية للمادة الدراسية. 

وتوفر العديد من الأقراص المدمجة المحتوية على المواد الدراسية والكتب الإلكترونية وحلقات برامج التقييم وتحديد المستوى، وكافة بيانات التواصل والمتابعة.

هذه المنظومة التعليمية، وفرت أيضاً حلقات مرئية، للمنهاج السوري المعتمد من قبل الحكومة السورية المؤقتة، وتميزت هذه الحلقات بـ "النص المنقّح والخال من الأخطاء العلمية وآثار الظلم والاستبداد". 

وتمزج الحلقات بشكل إبداعي بين الصور والوسائل التوضيحية والفيديوهات والأرشيف والجرافيك الثابت والمتحرك مع الحلقة، بحيث تكون مناسبة وعالية الدلقة واحترافية الشكل والمضمون. 

وبإمكان الطالب أن يسمع الدروس عبر "حلقات مسموعة"، وهي تسجيل صوتي للمنهاج بطريقة سهلة، وأُعدّت بصيغ تناسب الوسيلة المستخدمة من الطالب.

تمارين وامتحانات ونظام متكامل يمر به الطالب، ويستطيع من خلاله تحديد مستواه بحيث يقدم الأسئلة التقييمية التي تغطي المنهاج كاملاً.

كما تقدم ههذ المنظمة التعليمية نظام امتحان شامل ومحاكٍ للامتحانات التقليدية والمؤتمتة.

ومن الميزات التي تقدمها المدرسة أيضاً عبر موقعها، أخبار ومعلومات وبيانات تعليمية، خاصة بالقضية التعليمية السورية بالداخل والخارج.

المستفيدون 

هذه المدرسة الرقمية، تفيد الطلاب المنقطعون عن التعليم لظروف عدة ومنها: الظروف الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والهجرة، بالإضافة للطلاب الذين لديهم احتياجات خاصة، ويقدر عددهم بـ 2 مليون سوري.

كما أنها تفيد 3 مليون طالب آخرين، بشكل غير مباشر، وهم الشريحة التي استطاعت الاستمرار بالتعليم أو حصلت على فرصة تعليم جديد ولكنها تعاني من مستوى تعليمي منخفض.

وتقدم هذه المدرسة الفائدة أيضاً للكوادر التعليمية والتربوية والعاملين في هذا المجال، بالإضافة للطلاب الناطقين وغير الناطقين باللغة العربية، والجاليات الأجنبية من أصول عربية.

وتعتمد المدرسة الرقمية بشكل كبير على البساطة والسهولة، والانسجام مع الحداثة والظروف الصعبة في آن واحد.

كما بها محتوى شامل، وأسلوب شيق وجذاب، وهي مواكبة للتحديث والتطوير الدائم على صعيد المحتوى والوسائل.

القائمون عليها

القائمون على المشروع نخبة من الناشطين المتطوعين والمتعاونين ضمن منظمة "سنا للأعمال التعليمية والإنسانية"، المسجلة رسمياً في تركيا.

ويتكون فريق المدرسة من: رئيس مجلس الإدارة محمود عثمان، والمنسق العام عبد الله زنجير، والمدير التنفيذي  محمود سكر، والمشرفة الفنية نسيبة بدر الدين بحرو، بالإضافة لأعضاء آخرين.

كما أن للمدرسة الرقمية مجلس مستشارين يضم 40 خبيراً ومشرفاً تربوياً من السوريين، وبعض الأشقاء مثل مستشار منظمة يونسكو للتعليم الإلكتروني سمير فخرو من البحرين.

وترتبط هذه المدرسة، وفق ما بين زنجير لـ "آرام"، ببروتوكول تعاون مع وزارة التعليم في الحكومة السورية المؤقتة لإنجاز اختبارات الثانوية العامة وهي تنسق معها دائماً بمستجدات الوضع التعليمي لوجستياً وفنياً.

من يدعمها؟

وواجهت هذه المدرسة بعد الصعوبات في الدعم، إذ بين زنجير أنها لم تتمكن من التشغيل الحقيقي والفعلي لمنصاتها بسبب عدم وجود أي دعم ملموس.

وأوضح زنجير لـ "آرام"، أنه على مستوى "الأوفلاين" -بدون إنترنت- وفي الداخل السوري والشريط الحدودي لتركيا تم تشغيل العديد من النقاط والمراكز التعليمية بنظام المدرسة الرقمية وبرامجها الراقية.

ويعد الدعم الأساسي للمدرسة الرقمية من منظمة "سنا للأعمال التعليمية والإنسانية"، ومن أصدقاء لها وقليل من الجهات والأفراد ولم يحصل أي تبني لها من أية مؤسسة مانحة سورية أو عربية أو دولية.

وبين زنجير أن القائمين على المدرسة خاطبوا جميع الجهات لتحصيل الدعم، مشيراً إلى أنه حال توفر لها فسوف تبسط جميع مشاريعها مرة واحدة لإنقاذ مستقبل ثلاثة ملايين طفل وطالب سوري يتوزعون مابين الداخل والخارج.