الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

أول ناشطة في الثورة التونسية تفارق الحياة .. من هي؟

28 يناير 2020، 12:58 م
الناشطة التونسية لينا بن مهني
الناشطة التونسية لينا بن مهني

نعت نفسها قبل موتها، الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني فارقت الحياة عن 36 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

وأفادت وسائل إعلام تونسية نقل بن مهني، مساء الأحد، لمستشفى "شارل نيكول" في العاصمة التونسية، حيث توفيت فجر الاثنين 27 يناير/ كانون الثاني، بعد معاناتها من الفشل الكلوي منذ طفولتها، وخضوعها لعملية زرع كلية، تبرعت بها أمها سنة 2007.

الإعلامية الأولى للثورة

أسهمت الشابة التونسية في التغطية الإعلامية للثورة عبر الإنترنت، حيث كانت أُولى الواصلين لولاية سيدي بوزيد نقطة انطلاق الثورة، عقب إضرام محمد البوعزيزي النار بجسده، بعد احتجاز السلطات المحلية لبضاعته بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2010.

وشاركت بالتغطية الإعلامية للثورة، حيث نشرت صور المظاهرات الأولى ضد الحكومة، ومشاهد القتلى والجرحى، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تاريخ من النضال

تشبّعت الناشطة لينا منذ طفولتها بالسياسة وعوالمها، حيث كان والدها "الصادق بن مهني"، معارضًا لحكم الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي والحبيب بورقيبة، وأحد مؤسسي فرع تونس لمنظمة العفو الدولية.

ومثلت يومياتها حول الثورة، التي نشرتها بالعربية والإنجليزية والفرنسية، تتويجًا لالتزامها بالنضال ضد الظلم والدكتاتورية.

وأطلقت الشابة الراحلة منذ 2007 مدونتها "بنيّة تونسية"، والتي استقطبت قراء عربًا وأجانب، وتعتبر تلك المدونة "نافذة تونس على العالم"، إذ نقلت سنة 2008 "انتفاضة الحوض المنجمي" في الجنوب الغربي التونسي التي مهدت لثورة 2010.

ثم نشرت سنة 2011 كتابًا بالفرنسية يحمل عنوانًا مشابهًا "بنيّة تونسية: مدونة من أجل ربيع عربي"، تحدّثت فيه عن تجاوزات النظام الحاكم.

تكريم وجوائز

رُشّحت "بن مهني" سنة 2011، لنيل جائزة نوبل للسلام بمعيّة المدونة المصرية، إسراء عبد الفتاح، والناشط المصري وائل غنيم، وحازت على جائزة أفضل مدونة في مسابقة "البوبز 2011".

وحازت في العام التالي على جائزة "شون ماك برايد"؛ المكتب الدولي للسلام (بالتشارك مع نوال السعداوي)، وحققت المرتبة 23 ضمن "أقوى 100 امرأة عربية 2012"، وجائزة "مينيرفا 2012".

كما اختارتها مجلة "أربيان بيزنس" سنة 2013 بالمرتبة 93، ضمن أقوى 100 امرأة عربية، وأدرجها موقع "ذي دايلي بست" ضمن قائمة "أشجع مدوني العالم" التي تضم 17 مدونًا.

كفاح حتى الليلة الأخيرة

عاشت لينا التي تُدرّس اللغة الإنكليزية بجامعة تونس، معاناة كبيرة في أشهرها الأخيرة، وتنقّلت رغم حالتها الصحية الصعبة، بين المدن التونسية المختلفة لتنقل معاناة أهلها، وكرَّست وقتها لمساعدة المعوزين والمرضى وتثقيف المساجين من خلال إنشاء مكتبات لهم.

وظلّت تقاوم حتى آخر رمق لها، حيث نشرت آخر مقالاتها حول الوضع السياسي في البلاد خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد (ليلة وفاتها)، جددت فيه رفضها "للعنف الأيدولوجي الذي تمارسه الأحزاب داخل قبة البرلمان".

"وداعًا أيتها الحياة"

أكدت لينا في تدوينة لها أنها تشعر بدنوّ أجلها، وكل ما يفعله أحباؤها من أجلها يعطيها شحنة أمل إضافية، ونشرت تدوينة أخرى قالت فيها: "وداعًا أيتها الحياة".

وسلطت وفاتها الضوء على معاناة مرضى الفشل الكلوي وأوضاع المستشفيات في تونس، حيث سردت في مدونةٍ معاناتها ومعاناة التونسيين من إجراءات العلاج، وسوء معاملة بعض الممرضين، الذين شبهتهم بـ "الوحوش".

جنازة وطنية

نَعت شخصيات رسمية وشعبية تونسية الناشطة واصفة إياها بـ"المرأة القوية"، و"صوت المقاومة العالي ضد الديكتاتورية"، و"فراشة الثورة" و"أيقونة النضال".

كما وصفها رئيس الوزراء التونسي المكلّف "إلياس الفخفاخ" بـ "أيقونة الحراك المدني في تونس"، وقال رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة: "فقدت تونس اليوم حرة من حرائرها ... امرأة حرة عاشت قوية لآخر أيامها".

أما منظمة "البوصلة" غير الحكومية وصفتها بأنها "أعلى أصوات المقاومة ضد الديكتاتورية بانخراطها في حركة التدوين قبل ثورة 2011، ودفاعها عن الحريات وحقوق الإنسان".

كما نعاها العديد من النشطاء والصحفيين في باقي الدول العربية، وأثنوا عليها وعلى نضالها، وأعادوا تداول مقاطع وتدوينات تعهدت فيها لينا بعدم التخلي عن الثورة والدفاع عن الحرية الفردية.

وقال موقع إذاعة "موزاييك" المحلي عن مصادر متطابقة أكدت أن رئاسة الجمهورية وافقت على تنظيم جنازة وطنية للشابة الراحلة.