شنّ الجيش الوطني السوري السبت 1 شباط/ فبراير 2020، هجوماً غير مسبوق على جبهات ريف حلب الشرقي انطلاقاً من معاقله في منطقة عملية درع الفرات.
وهذه هي المرّة الأولى التي تبادر فيها فصائل المعارضة المسلحة لكسر خطوط التماس مع قوّات النظام السوري منذ عام 2016.
ويأتي هذا الهجوم تزامناً مع تعزيزات غير مسبوقة للجيش الوطني غرب حلب وجنوب وشرق إدلب في ظل الحملة العسكرية التي يقوم بها النظام السوري لاجتياح منطقة خفض التصعيد.
يُمكن الاعتقاد أن هجوم الجيش الوطني السوري على فتح جبهات شرق حلب تهدف إلى:
• إعلان المعارضة السورية انتهاء العمل من قبلها بنظام وقف إطلاق النار في إطار الصيغة السابقة لمسار أستانا، كإجراء مقابل لتعامل النظام السوري في إدلب.
• إعادة صياغة إطار جديد لنظام وقف إطلاق على الأرض من خلال رسم خطوط تماس جديدة، على أمل أن يساهم ذلك في إعادة الاعتبار لموقف المعارضة السورية في حال استئناف مسار أستانا.
• الضغط على النظام السوري لكبح تقدّمه العسكري في جبهات منطقة خفض التصعيد، بحيث تتم إعادة توزيع قوّاته، على أمل أن يساعد ذلك المعارضة على استعادة بعض المناطق التي خسرتها.
ويبدو أنّ تركيا قد أتاحت لفصائل المعارضة السورية هامشاً عسكريّاً منذ الاجتماع الأمني الذي عُقد في أنقرة وشارك به مؤقتاً الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان.
وهناك ما يوحي بأنّ تريد تركيا إعادة تعريف مسار أستانا في ظل إصرار روسيا على عدم تقديم تنازلات تستجيب لمصالحها ومخاوفها الأمنية. عِلماً أنّ رغبة أنقرة لا تعني إعلان وقف إطلاق النار بل فرض قواعد اشتباك جديدة في الميدان.