قال قيادي عسكري في الجيش السوري الحر إن ميليشيات الأسد اضطرت نتيجة عدة عوامل ميدانية على الأرض إلى عدم مهاجمة مدينة سراقب بريف إدلب شمالي سوريا بشكل مباشر، مبيناً أنها اتبعت سياسة الأرض المحروقة من خلال السيطرة على بلدات وقرى في المحيط.
وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح خاص لـ"آرام": إن "تركيا التي تعتبر إحدى الدول الضامنة لاتفاق التهدئة في إدلب، قابلت تقدم نظام الأسد بريف إدلب بإنشاء ثلاث نقاط حاوطت بها جبهات سراقب الثلاث، بهدف منع أي عملية تقدم باتجاه المنطقة".
وأضاف "عمليات تحصين مدينة سراقب من قبل الأهالي، وتأكيدهم أن محاولة نظام الأسد السيطرة عليها لن تكون سهلة على غرار باقي المناطق، جعلت النظام يؤخر الهجوم على سراقب، وقام بعملية التفاف حولها من الجهة الشمالية والغربية".
وبين أن النظام استطاع السيطرة على بلدات جوباس والنيرب وقميناس وكدرو ورويحة"، موضحاً أنه وخلال حملاته الأخيرة على مناطق خفض التصعيد، عمد إلى مهاجمة الخاصرة الرخوة للفصائل الثورية والتقدم من خلالها.
وأشار إلى أنه تفادى بذلك الجبهات ذات التحصين العالي والصلب، وهو ما تكرر مرات عدة خلال سيطرته على ريف حماة الشمالي، ومدينة خان شيخون جنوبي إدلب.
ونوه القيادي العسكري إلى احتمالية تصادم الجيش التركي مع نظام الأسد في محيط سراقب "باتت كبيرة"، وخصوصاً بعد مقتل ثمانية جنود أتراك، لافتاً إلى أن التعزيزات العسكرية التركية الهجومية التي تمركزت بالمنطقة توحي باندلاع معركة وشيكة بين الطرفين.
وسيطرت ميليشيات الأسد وبدعم من المقاتلات الروسية والمليشيات الإيرانية المساندة، على مناطق واسعة بمنطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب خلال الأسابيع الماضية، وباتت على مشارف مدينة سراقب الاستراتيجية بالريف الجنوبي، التي تعتبر عقدة اتصال طريقي "M4" و"M5" الدوليين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في تصريحات، الاثنين: "أبلغنا موسكو بأن عليهم التنحي جانباً عن الصراع المتصاعد (..) ونحن عازمون على مواصلة عملياتنا من أجل أمن بلدنا وشعبنا وإخواننا في إدلب، من يشككون في عزمنا سيدركون عما قريب أنهم ارتكبوا خطأ".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني تركي لم تسمه، قوله: إن "القصف الذي أدى لمقتل الجنود، وقع في منطقة مدينة سراقب على بعد 15 كيلومتراً شمالي مدينة إدلب".
وأكد المسؤول أنه بعد التطورات التي حدثت في إدلب بالأسابيع القليلة الماضية، تم تقديم دعم كبير في نهاية الأسبوع للجنود والعتاد والعربات في المنطقة.
يُذكر أن تركيا هي الضامن للفصائل الثورية في تنفيذ الهدن والاتفاقيات في إدلب، مقابل روسيا وإيران الضامنان في تنفيذ نظام الأسد، وهو ما لم يحصل من قبل الطرف الأخير، بسبب مواصلة عدوانه مُخلفاً بذلك مئات الشهداء والجرحى وآلاف النازحيين إلى حدود تركيا.