كشفت وسائل إعلام محلية تورط حزب سياسي مُرخص لدى نظام الأسد، في تجنيد مرتزقة سوريين بالسويداء ومحافظات مختلفة، لدعم شركة أمنية روسية، بهدف إرسالهم للقتال في ليبيا.

وذكرت وكالة "السويداء 24"، الأحد، أنها حصلت على وثائق ومعلومات تؤكد ضلوع حزب الشباب السوري الوطني، في السعي لتجنيد مرتزقة من مناطق سورية مختلفة منها السويداء، منذ شهر كانون الثاني الماضي.

وأشارت الوكالة إلى أن الهدف من ذلك هو زج المجندين للقتال في ليبيا، بدعم من مجموعة "فاغنر" وهي مؤسسة أمنية روسية.

ويعد حزب الشباب تنظيماً سياسياً مرخصاً في سوريا، ويمارس نشاطه وفق قانون الأحزاب الصادر عام 2011، وله مليشيات مسلحة.

ونقلت وكالة "السويداء 24" عن مصدر وصفته بالـ"خاص"، قوله: إن "أمين فرع الحزب في محافظة السويداء اسمه شبلي الشاعر، هو المسؤول عن ملف تجنيد المرتزقة في السويداء لإرسالهم إلى ليبيا، بهدف مساندة قوات المشير خليفة حفتر".

 

وأضافت "دعم بذلك من عدة دول بينها روسيا والإمارات ومصر، ضد قوات حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، والتي تساندها عدة دول أيضاً بينها تركيا وقطر، حيث تشهد ليبيا حرباً أهلية وصراعاً على السلطة منذ سنوات".

وذكرت أن هناك أيضاً تسجيلات صوتية ومحادثات نصيّة بين الوثائق حصلت عليها، تعود لشبلي الشاعر، يدعو من خلالها شباباً للقتال في ليبيا، مقابل عروض مختلفة يطرحها، منها تسوية أوضاع المطلوبين بقضايا أمنية أو بنشرات للخدمة الاحتياطية.

وبيّنت أن القتال في ليبيا سيكون تحت إشراف مؤسسة "فاغنر"، وهي شركة أمنية روسية خاصة، منوهةً إلى أن الشاعر قدم عروضاً مغرية للتجنيد، برواتب شهرية تتراوح بين 1000 دولار أمريكي للتطوع في حماية المنشآت، و1500 دولار لمن يتطوع في مجموعات قتالية.

ووثقت "السويداء 24" مؤشرات تثبت تورّط حزب الشباب الوطني السوري، بتجنيد سوريين ضمن ميليشيات مسلحة منذ عام 2014، للقتال في محافظات مختلفة، عبر مكاتب الحزب المنتشرة في معظم المحافظات، إذ يتولى أمين كل فرع عمليات التجنيد في المحافظة التي يتواجد فيها.

وأكدت أن الحزب كان مسؤولاً عن تجنيد شباب من السويداء ضمن مليشيات مسلحة غير رسمية، للقتال إلى جانب قوات النمر المدعومة من روسيا، خلال السنوات الماضية، مشيرةً كذلك إلى رصدهم تعويضات إضافية لذوي العناصر في حال مقتلهم أو فقدانهم.

 

وبيّنت أن ذلك بالتنسيق أيضاً مع مليشيا فوج مغاوير البادية، التابعة للمخابرات العامة فرع 221، في تدمر ودير الزور ومناطق سورية أخرى.

ونقلت الوكالة عن أحد العناصر المتطوعة في الميليشيا التي شكّلها حزب الشباب، قوله : إن" شبلي الشاعر أرسله ضمن مجموعة تتألف من 35 مقاتل جميعهم من أبناء السويداء أواخر عام 2016 إلى مدينة تدمر لقتال تنظيم "داعش"، بعدما خدعهم بوجود مغريات مادية ومعنوية."

وأوضحت أن المجموعة تم زجها في منطقة خطيرة جداً منذ اليوم الأول لوصولها، وقتل وجرح ما لا يقل عن 10 عناصر منها وفقد آخرين، مبينةً أن أهالي المفقودين والجرحى والقتلى صدموا لعدم اعتبار أبنائهم تابعين لأي جهة رسمية في الدولة.

 

وحول القتال في ليبيا، أشار "شبلي" إلى أن العناصر التي جندتها المرتزقة في محافظة السويداء ومحافظات أخرى لا يزال محدوداً حتى اليوم، مضيفاً "عدد الذين سجلوا أسمائهم من المحافظة طيلة شهر لا يتجاوز 25 شخص، وحتى اللحظة لم يغادر إلى ليبيا أي واحد منهم، حيث ينتظرون أن تكتمل الأعداد المطلوبة".

يُذكر أن وسائل إعلامية زعمت أن تركيا أرسلت آلاف المقاتلين من الفصائل الثورية في إدلب، للقتال كمرتزقة على أراضي ليبيا، فيما نفت حكومة الوفاق الليبية بتصريحات رسمية تواجد أي مقاتل من الثوار السوريين على أراضيها.