السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

عملية تركية وشيكة.. إدلب تترقب الحرية والأمان

19 فبراير 2020، 09:23 م
آليات عسكرية تركية في سوريا
آليات عسكرية تركية في سوريا

تتزاحم المعلومات الواردة من مناطق حدود إدلب شمال غربي سوريا، تزامناً مع التحضيرات العسكرية التركية المُعلنة بشأن إلزام ميليشيات الأسد بوقف مجازرها بحق المدنيين في المحافظة المكلومة.

مناطق عسكرية مغلقة واستنفار كبير وتعزيز للقوات والأسلحة وتصريحات ساخنة، من الجانب التركي، كلها مؤشرات تدلل على المُضي بلا رجعة من أجل تحرير إدلب وإرساء الأمن فيها بعد أوقات قاسية عاشتها مؤخراً.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدد بشكل صريح، الأربعاء، بإطلاق عملية عسكري في إدلب، منوهاً إلى أن المهلة التي حددها لنظام الأسد من أجل الانسحاب قد شارفت على الانتهاء.

وأظهر أردوغان، خلال كلمة ألقاها في البرلمان التركي، إصرار أنقرة على التحرك بمفردها للقضاء على مخاوفها الأمنية، مرسلاً تحذيراً لنظام الأسد وصفه بـ"الأخير" لوقف هجماته في إدلب والانسحاب لحدود اتفاق "سوتشي".

وقال "ما نريده بعيد المنال على طاولة المفاوضات مع روسيا، لذلك أنهينا استعداداتنا للتقدم ميدانياً، من أجل الحصول على ما نريد، وقد نأتي ذات ليلة على حين غرة، لنحقق الأمن لأهالي إدلب والمواطنين الأتراك".

وتصاعدت موجة الخلاف بين الجانبين الروسي والتركي، عقب تبادل الاتهامات بشأن ارتكاب انتهاكات لاتفاق "سوتشي" منذ بدء عدوان ميليشيات الأسد على إدلب، وصولاً لاستهدافها نقاط مراقبة تركية واستشهاد عدد من الجنود.

التعقيب الروسي

بدوره، عقب الكرملين على تصريحات أردوغان بشأن العمل ضد نظام الأسد بإدلب، بالقول: "إن موسكو عازمة على الاستمرار في الاتصالات مع أنقرة لمنع تأزم الوضع، وأن احتمال بدء عمل عسكري تركي يمثل السيناريو الأسوأ".

وأضاف أن روسيا لم تعد راضية عن تنفيذ اتفاق "سوتشي"، في ضوء هجمات من وصفهم بـ"الإرهابيين" ضد نظام الأسد والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا، مبيناً عدم وجود نية لإجراء محادثات بين الرئيسين التركي والروسي حالياً.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف": "ما طلبناه في محادثات موسكو مع الجانب التركي يتمثل فقط بتنفيذ اتفاق سوتشي، ولم نقدم شروطاً جديدة، زاعماً أن تركيا لم تنجح بفصل "المعارضة الوطنية عن الإرهابيين"، حسب وصفه.

وعقّب الرئيس التركي على تصريحات الكرملين، بالقول: "ما نريده بعيد المنال على طاولة المفاوضات مع روسيا، لذلك أنهينا استعداداتنا للتقدم ميدانياً، من أجل الحصول على ما نريد، ولا تهاون مع الخروقات بحق قواتنا المسلحة".

وأضاف "سنُفعل كافة خياراتنا، من أجل القضاء على المخاوف الأمنية لتركيا، حال لم تهتم الدول التي نحاورها في المنطقة بأمننا"، مؤكداً أن تركيا وشعبها لن يتحملا العبء الناتج بفعل التطورات في المنطقة.

عهد جديد

من جهته، رأى الكاتب التركي إبراهيم قراغول، أن تصريح أردوغان التي قال فيها "سنضرب النظام في كل مكان إذا ما شن هجوماً جديداً"، تُمثل برهاناً على أن الحرب السورية أعيد تعريفها من جديد.

وبيّن أنه لا ريب بأن التفاوض السياسي مع روسيا هو الأساس، وأن المباحثات مع الولايات المتحدة مهمة، لكن الحرب السورية أصبحت حرباً تخص تركيا كذلك، قائلاً: "لقد أشعلوا فتيل الحرب في سوريا لاستهداف تركيا وتقزيمها".

وأضاف "خططوا من أجل خلق ممر للإرهاب يمتد من حدود إيران إلى البحر المتوسط بدعم أمريكي بآلاف الشاحنات المحملة بالذخيرة من أجل إقامة الجبهة المعادية لتركيا".

 وأشار إلى أن تركيا نفذت عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام فقط من أجل الدفاع عن نفسها وحماية أرض الأناضول من خطر الإرهابيين الذي يجول قرب حدودها ويمتد مع مرور الوقت.

وشدد على أن المواقف التي تتخذها تركيا في إدلب وما بعدها إنما هي للدفاع عن نفسها، وهو حق لا يمكن أبداً المساومة بشأنه مهما حدث، مبيناً انتهاء العهد الذي تضع تركيا سياساتها وتنفذها عبر التذبذب بين أمريكا وروسيا أو أي قوى أخرى.

ووثق فريق منسقو استجابة سوريا، نزوح 1,695,516 نسمة، واستشهاد 1929 مدنياً بينهم 538 طفلاً، في محافظة إدلب شمالي سوريا منذ توقيع اتفاق "سوتشي" في 17 أيلول/سبتمبر 2018 وحتى 31 يناير/كانون الثاني 2020.

وخلال لقاء جمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، بمدينة "سوتشي" الروسية، عُقد اتفاق "سوتشي" القاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح لتجنب الحرب بمحافظة إدلب، التي يبلغ عدد سكانها في الوقت الراهن ثلاثة ملايين نسمة.