المبدأ ليست بظاهرة، ولا مستجد من الأمور، فلطالما قرأنا عن أولئك الميالين مع كل ميلة، وراقصين مع كل رقصة، لا مبدأ لهم، ولا قاعدة يعملون عليها، تراهم اليوم مصفقين لجهة، داعمين كل توجهاتها، حتى لتظن أنهم مؤسسيها، وما إن تميل الميلة ضدهم، فينقلبون بسرعة البرق عليهم، ونسمع بالصوت العالي صياحهم، وتنظيراتهم، بأنهم منذ البداية لم يقتنعوا بهم، وأن الحق كل الحق مع الميلة الثانية، وتتقلب احاديثهم رأساً على عقب.

هم المنافقون بامتياز، وخاصة إن امتلكوا قدرات الإقناع، واللغة، وحسن الالتفاف، وخطورتهم تكمن بذلك، لأنهم بذلك يضيعون الحق، وتميع معهم الأصول، وتنفرد بهم الفروع، ويتيه كل متردد باقوالهم المعسولة، وسمومهم المدسوسة.

تخيل أن مشجعي فرق كرة القدم لديهم مبادئ ثابتة، واستماتة لفرقهم، فهل باتت القضايا المصيرية أقلّ شأناً من تلك القضايا الشخصية العادية؟!!!!

كن متيقناً أن الثورة على حق، ولا يهم ما نخسر وما خسرنا، ولن نبالي بما يقوله العدو بكلامه الكاذب عن انتصارات وهمية مزعومة، وإنا ثابتون، ثائرون، معارضون، وما هي إلا أيام، ونراه يلتحق بالطغاة الذين لفظهم التاريخ بحاوياته، حينها ستجد المائلين عادوا من جديد، ناسفين عرض الحائط نفاقاً يحفر في الجبال أنفاقاً. سابقى مع ثورتي لآخر نفس .