الأمثال الشعبية هل هي دستور؟ استوقفني هذا الموضوع، لكثرة تداول الأمثال بين الناس، دعماً لاقوالهم، وكأنها تشريع، أو دستور، أو قانون، وخصوصاً، بأنهم يردفون الكلام بجمل مفيدة، كما يدّعون(هل كان أجدادنا أغبياء عندما قالوا هذا المثل؟!!!).
هنا علينا توضيح مناسبات هذه الأمثال، فكل مثل نتج عن قصة واقعية، منها ما نتج عن حالة قهر وإذلال، فراج المثل بين الناس، وظنوه منهجا لهم، وهذا خطأ كبير، فحالة المثل تنطبق على ذات الحالة لا يمكن تعميمها أبدا، إلا لمن هم بذات الصفة.
وهناك من الأمثال ما نجم عن حالة بطولة وشجاعة، وللأسف نجد تداول هذا النوع بين الناس قليلا أو نادرا، فهل بات منهجنا العام نحو الخنوع والاستسلام بدلا من رفع الهمم وشد العزائم؟!!
شخص ما وقع في ورطة ما، فاخرج من فمه قولا ما، وإذ بهذا القول يسرح،ويمرح بين أفراد الحي، ولربما استمر بين الأجيال، لأنه لامس واقعا مريرا عاشته وتعيشه الناس، ولكن علينا معرفة سبب ولادة هذا المثل قبل ترويجه ، وجعله ركيزة لأقوالنا، لأننا قد نصيب انفسنا بالجهل والندم فيما لو تقيدنا به.
فما الرأي بالمثل: احذر صديقك ألف مرة ، واحذر عدوك مرة واحدة؟؟!!!
بالله عليكم هل هذا مثل قدوة؟ هل علينا أن نعلم أبناءنا بالحذر من أصدقائهم، فيدب الشك في القلوب، وتخفت اصوات الحب، وتعم صيحات التخوف ؟ ويصبح العدو قاب قوسين أو أدنى من دقات القلوب؟!!
لربما وقعت حادثة مع شخص وصديقه، فاطلق هذا القول، فشاع بين القوم، وللأسف شاع كثيرا. يتوجب علينا قبل لفظ المثل، أن نبحث بمعانيه وتاريخه ، فإن كان للخير فنعم القول، وإن كان للشر فبئس ما القول.
لماذا نعوم المثل( ألف كلمة جبان ولا الله يرحمه)، بدلا من ( وموت الفتى بالسيف أعلى وأفخر)؟!!"!! لماذا ننشر ، المثل( الاقارب عقارب) ، ونغض الطرف عن المثل( الدم ما بصير مي).؟؟؟
الأمثال منها ما هو مشجع، إيجابي، وعلينا التمسك به، ومنها ما هو سلبي مثبط للهمم، علينا لفظه ونبذه.
فليس كل ما ورد من القديم كان من نبع زلال، ولا كل من قال القول كان من أصل حلال، فجميل القول تحمله الصدور، وقبيح الكلم فليندثر في القبور.