كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" في تقرير نشرته حول الصراع الجاري شمالي سوريا، عن الأسباب التي تمنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التراجع في إدلب.
وقال التقرير الذي نشره الباحث بشؤون مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، الأحد: إن "هزيمة تركيا بإدلب ستؤدي إلى أضرار عسكرية تلحق بجيشها بمناطق أخرى شمال سوريا لا يمكن إصلاحها".
وأضاف التقرير أن "هذه المناطق ينظر إليها داخل تركيا على أنها حزام أمني في مواجهة التهديدات من الميليشيات الكردية الإرهابية"، مؤكداً أن تركيا وزعماؤها السياسيون مهتمون بوقف تقدم النظام شمالي سوريا.
ولفت إلى أن تركيا أدخلت قوات عسكرية إلى سوريا، أكثر مما تملكه أمريكا، إضافة لإرسالها دبابات ومدافع لا حصر لها، فضلاً عن قاذفات صواريخ أرض- أرض وعدة بطاريات دفاع جوي.
وأوضح الكاتب في تقريره أنه بهذه الحشود العسكرية أصبح لدى تركيا التي تُعد أكبر جيوش حلف الناتو، المقدرة على فرض الواقع وإلحاق الخسائر بنظام الأسد وإجبار اللاعبين بالساحة على الالتزام بوقف إطلاق نار على أقل تقدير.
ونوه إلى أنه خلال 90 يوم من القصف على إدلب، نزح نحو مليون شخص أغلبهم نساء وأطفال من منازلهم، ما شكل أزمة جديدة لتركيا، تُضاف في الوقت نفسه إلى أزمة اللاجئين المتواجدين داخل تركيا.
يُذكر أن محافظة إدلب تعيش حالة من الترقب على خلفية المهلة التركية التي حددها أردوغان لنظام الأسد للانسحاب إلى وراء النقاط التركية حتى نهاية الشهر الجاري، بالتزامن مع هجوم جديد للنظام بدعم روسي على الريف الجنوبي تمكن خلاله من السيطرة على عدة مناطق.
