كثّف الجيش التركي خلال اليومين الماضيين من هجماته ضد مواقع قوات النظام السوري بواسطة الطائرات المسيرة (بدون طيار)، من طراز "بيرقدار " BT2 محلية الصنع.
وتُعدّ طائرة "بيرقدار" من الطائرات التكتيكية، بسبب قدرتها على التحليق على ارتفاع يصل إلى 8 كيلومتر، ولمدة 25 ساعة متواصلة، وقادرة على حمل ذخائر يصل وزنها إلى 150 ، ومزودة بكاميرا تبلغ دقتها 1.8 مليار بيكسل تستطيع رصد الأهداف ليلاً ونهاراً، وتزويد قاعدة الاتصال الأرضية بتلك المعلومات بشكل مستمر، مع إمكانية ضرب أهداف محددة بشكل فوري بسبب قدرتها على حمل الصواريخ.
واستطاع الجيش التركي خلال الـ 48 ساعة الماضية، إحداث فارق نوعي في معارك إدلب عن طريق هجمات الطائرات المسيرة، التي تركّزت ضرباتها على مراكز القيادة والمطارات والوحدات المدفعية والصاروخية، حيث تعاني الوحدات النارية لقوات النظام السوري في المنطقة حالياً من حالة شلل شبه تام بسبب طلعات الطائرات المسيرة القادرة على تحديد الأهداف بدقة واستهدافها نهاراً وليلاً.
وتمكّن الجيش التركي من تحييد مطار "كويرس" في ريف حلب عن العمل، بعد الإغارة عليه عن طريق طائرات "بيرقدار". وتأتي أهمية المطار من أن طائرات LAM39 التي تنطلق منه تؤدي دوراً مهماً في استهداف خطوط إمداد المعارضة.
كما أدت الغارات الجوية على مطار حماة العسكري لتدمير وعطب 5 مروحيات تتبع للنظام السوري.
وتشير المعلومات المتداولة داخل أوساط النظام السوري أنّ حصيلة الغارات التركية باستخدام طائرة "بيرقدار" بلغت أكثر من 100 قتيل في 28 شباط/ فبراير الجاري، حيث شهد هذا اليوم غارات على غرفة العمليات في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، واجتماعاً لضباط النظام السوري قرب منطقة "خان طومان" غرب حلب، مما أدى لمقتل ضابط برتبة لواء وضابطين برتبة عميد، كما شملت الهجمات مواقع تصنيع البراميل المتفجرة التي تستخدمها الطائرات المروحية السورية في الهجمات ضد المدنيين، والتي يتم تصنيعها قرب مركز البحوث العلمية في ريف حلب.
الإحصائيات أيضاً تشير لتدمير الطيران المسير التركي لقرابة 12 دبابة وأكثر من عشرين آلية متنوعة خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى إعاقة حركة قوات النظام السوري على طرقات الإمداد الرئيسية، حيث تركزت الضربات على طريق دمشق – حلب الدولي، في المنطقة الواصلة بين ريف معرة النعمان وريف مدينة سراقب.
يُعتقد أنّ الضربات الجوية التي ينفذها الطيران المسير التركي، هي تمهيد لعمليات توغل برية ستقوم بها قوات المعارضة السورية، وذلك بعد استنزاف واسع للوسائط النارية والعنصر البشري الذي يستخدمه النظام السوري في منطقة العمليات شمال غرب إدلب، في سيناريو مشابه لما تم تنفيذه خلال معركة استعادة سراقب، حيث جرى تحييد الوحدات المدفعية والصاروخية والدبابات التابعة للنظام قبل البدء بالهجوم البري.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات