الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

ما هي مطالب "عناصر التسويات" من تركيا والفصائل الثورية؟

04 مارس 2020، 02:58 م
447.png
447.png

بسام الرحال- خاص آرام:

عادت قضية المنشقين عن نظام الأسد إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك بعد أن استطاع نظام الأسد أن يوقع آلاف الشبان في فخ المصالحات واتفاقيات التسوية في المناطق التي احتلها، بعد أن زج بهم في خطوط المواجهات الأولى أمام إخوانهم الثائرين.

تمكنت شبكة "آرام" من التواصل مع بعض من عناصر التسويات، الذين أكدوا لنا أنهم قد أجبروا على حمل السلاح والقتال تحت راية بشار الأسد، وأن الموت أو الاعتقال ينتظرهم في حال تخلف أحدهم عن الالتحاق.

ورصدت الشبكة آراء امتزجت في خلق جهة للتنسيق معهم وإيصالهم إلى المناطق المُحررة والتي باتت أمراً ملحاً ومطلباً للكثيرين منهم، فماذا لو أعلنت دولة مثل تركيا دعمها لمثل هكذا خطوة، كما عملت خلال السنوات الأولى من الثورة، إضافة لتعهدات من الفصائل الثورية بحمياتهم.

أحد شبان التسوية المتواجد ضمن مناطق النظام (نتحفظ على ذكر اسمه أو مكان تواجده بطلب منه) يقول لـ"آرام": "الجميع ينظر إلينا كخونة، وأننا نقاتل أخوتنا المسلمين إلى جانب الظالم، ولكن ما لا يعرفه الجميع أننا مجبرون على ذلك".

ويُضيف "كل ذلك تم بعد أن تم خداعنا باتفاقيات التسوية التي أبرمها قادات الفصائل الثورية مع النظام وأكدوا لنا أننا لن نسحب إلى الخدمة العسكرية".

ويُتابع "ضباط النظام وجنوده لا يثقون بنا، ويعلمون جيداً أننا مجبرون على القتال معهم وأننا مشروع خائن حسب وصفهم، والكثير من الشبان الذين أعرفهم من مناطق مختلفة بسوريا تم تصفيتهم وقتلهم ميداناً من قبل الضباط بتهمة الخيانة أو الهروب من أرض المعركة".

ويستطرد "لو أعلم أني سأبقى حياً إذا هربت باتجاه مناطق الثوار لكنت فعلتها سابقاً".

ويؤكد الشاب أن عدم تمكنه من الهروب إلى مناطق الثوار يأتي في سياق التهديدات التي تلقاها من الفصائل وتحديداً هيئة تحرير الشام والتي كانت تصفهم بالمرتدين وتتوعدهم بالقتل في حال وقعوا بأيديهم.

وأشار إلى أن هيئة تحرير الشام كانت تؤكد أن عقابهم سيكون مضاعفاً لأنهم "خانوا الثورة ودماء الشهداء" على حد وصفها، مبيناً أن ذلك دفع الكثيرين منهم إلى عدم المخاطرة والانشقاق عن النظام.

ولفت إلى أن وجود جهة ثورية تعمل على التواصل مع هؤلاء العناصر الذين غرر بهم سيفتح الباب لموجة انشقاقات كبيرة من الشبان الذين التحقوا في صفوف جيش النظام.

واستدل على ذلك بنجاح بعض الشبان بعد التواصل مع أقاربهم بريف حلب على الانشقاق والهروب إلى المناطق المحررة، بعد وعود حقيقة بالحفاظ على حياتهم.

وناشد الشاب عبر شبكة "آرام" الدولة التركية إلى العمل الجدي والحقيقي على موضوع "المجبرين على حمل السلاح مع الأسد" حسب وصفه، من خلال إنشاء مراكز تعمل على مخاطبة هؤلاء والعمل حمايتهم مع عائلاتهم في حال قرروا الانشقاق.

ونوه إلى أن هذه الفئة تحتاج إلى تعهدات حقيقة من الفصائل الثورية وهيئة تحرير الشام بعدم التعرض لهم، مؤكداً على أن هكذا خطوة ستضعف جيش نظام الأسد، الذي يعاني أصلاً من نقص بشري كبير في صفوف قواته.

ويتابع "سيصبح النظام عاجزاً عن سد الجبهات الواسعة التي فتحها مؤخراً في حلب وإدلب، وخصوصاً مع الخسائر البشرية التي يتلقاها يومياً، وزادت بعد التدخل التركي في المعركة".

بدوره، عبر شاب آخر (طلب عدم ذكر اسمه) وهو من عناصر التسويات في حمص، عن رغبته بالانشقاق عن نظام الأسد، إلا أنه لا يستطيع بسبب عدم وجود جهة ثورية أو ذات مصداقية للعمل على التواصل معها.

ويبين لـ"آرام" أنه يوجد الآن على جبهات ريف حلب شمالي سوريا ضمن صفوف الميليشيات التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد، ويتوقع الموت بأي لحظة، سواء عن طريق هجمات الثوار أو عن طريق القصف الجوي والصاروخي الذي ينفذه الجيش التركي على مواقع النظام.

ويؤكد أنه سيهرب من صفوف نظام الأسد، مع أي تعهد بسيط من الجهات الثورية بالحفاظ على حياته وعدم اعتقاله، مشيراً إلى أنه يرى الموت في اليوم مئات المرات، إضافة إلى المعاملة المذلة التي يتلقاها من قبل ضباط النظام والميليشيات العراقية والإيرانية المنتشرة هناك.

ويوضح أن وصول عناصر التسويات إلى المناطق المحررة عن طريق جهات تهتم بهذا الأمر، وتصويرهم وبث المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي سيشجع الآلاف منهم بالتفكير والعمل على هذا الأمر، وهو ما لم نجده حتى اليوم.

وشهد جيش نظام الأسد انشقاقات كبيرة مع انطلاق الثورة السورية، بدأها إعلان المجند في الحرس الجمهوري، وليد القشعمي أول انشقاق علني في 23 نيسان/ أبريل 2011، قال فيه أنه انشق هو وبعض زملائه بعدما رفض إطلاق النار على متظاهرين في بلدة حرستا بريف دمشق.

وتوالت الانشقاقات مع اتساع رقعة العمليات العسكرية، وبعد انشقاق الملازم أول عبد الرزاق طلاس في السابع من شهر حزيران/ يونيو، أعلن المقدم حسين هرموش بعد يومين انشقاقه عقب حملة عسكرية على مدينة جسر الشغور، والذي بدأ بتنظيم قوات المنشقين وأعلن بعد ذلك تأسيس "حركة لواء الضباط الأحرار".

يُذكر أن المنشقين عن نظام الأسد تجاوز عددهم الـ 150 ألف، من جنود وصف ضباط وضباط برتب مختلفة، وفقاً لإحصائيات غير رسمية، ومعظمهم يقيمون مع عائلاتهم في دول الجوار السوري، فيما لا يزال البعض يعيش مع أفراد أسرته ضمن المناطق المحررة في المحافظات السورية.

لمزيد عن الموضوع اقرأ مقالة مدير عام شبكة آرام حول الموضوع (اضغط هنا)