أطلق عدد كبير من الفلسطينيين اللاجئين في المملكة العربية السعودية بناءً على امتلاكهم وثيقة مصرية منذ عشرات السنين، نداء استغاثة من أجل النظر إلى أوضاعهم المعيشية وحقوقهم التي وصفوها بـ"المسلوبة".

وحَمل أولئك خلال مناشداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي السلطة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس، المسؤولية عن فقدانهم أدنى الحقوق خلال حياتهم على أراضي السعودية برفقة عوائلهم.

وتساءلوا: "ماذا فعلنا لكم نحن وأطفالنا من أجل أن نستحق هذا الوضع الكارثي والتدهور الكبير في الحالة المادية، جراء فرض الضرائب ورسوم تجديد الإقامات والكفالات بشكل مستمر ومتصاعد؟".

وقال اللاجئ الفلسطيني خليل سكيك: "نتفهم حق السعودية في الحفاظ على أمنها وأن تكون وطن بلا مخالف، لكننا تكبدنا المتاعب وفُرض علينا رسوم لا نستطيع سدادها، ولا نجد من يقف بجانبنا ويخفف عنا ما نحن فيه".

وأضاف مخاطباً عباس، "هل السفارة الفلسطينية في جدة تابعة لنا؟، لماذا تتعامل معنا بفظاظة؟، تعال أجلس معنا وتعرف على مشاكلنا، ستجعلوا من الفلسطيني متسول في شوارع السعودية بعدما أصبح غير قادر على الإنفاق على أهله".

وأشار إلى أن اللاجئين يسمعون كثيراً عن ملايين الدولارات التي تُقدم لفلسطين لدعم أهلها من قبل الدول المانحة، لكنهم لم يشعروا بأثرها، وهم بأمس الحاجة للدعم، في ظل تدهور وضعهم المالي نتيجة دفع الرسوم.

وتابع "أنا أشاهد العلم الفلسطيني يرفرف على مبنى السفارة، لكن اللاجئين أصبحوا لا يشعرون بأي قيمة لهم، ولا يعرفون إجابة أبنائهم وبناتهم، حرام عليكم، أبناء فلسطين علموا العالم وهم في الغربة فما بالك وهم في وطنهم؟".

وعبر عن رجائه في أن يتم النظر إلى أوضاع الفلسطينيين اللاجئين في السعودية من حملة الوثائق المصرية، وتكليف السفارة الفلسطينية في المملكة ومتابعة عملها من أجل خدمة أبناء فلسطين وعدم تجاهل مطالبهم الشرعية والعادلة.

بدوره، قال لاجئ آخر معلقاً على الفيديو الذي ظهر به "سكيك" على يوتيوب، "من المؤكد أنه من حق السعودية الحفاظ على أمنها، لكن ليس من حقها أن تظلم المسلمين وأن تثقل كاهلهم بالرسوم والضرائب، وخاصة أبناء فلسطين".

وعلق آخر "والله فعلاً تعبنا وما عاد فينا نتحمل أكتر من هيك، ما حد سائل ولا معتبرينا بشر اصلاً، سواء عباس أو هنيه ولا غيرهم يعني".

واستدرك "لما أروح أجدد وثيقتي المصرية بأخذ ١٠٠ نظرة استحقار و١٠٠ نظرة قرف وكأني مش بني آدم، والمساعدات اللي بترسلها المملكة العربية السعودية ما بيجينا منها شيء، كلها لحسابات الشلة اللي فوق".

وعبر لاجئ فلسطيني آخر عن غضبه بالقول: "لتجديد الوثيقة المصرية لي ولأبنائي الأربعة في الرياض لازم أدفع 9 آلاف ريال، وهذا وإحنا لاجئين، وفي النهاية يعطونا وسيخه، وين حقوق اللاجئين على الأقل".

وأردف "السفارة الفلسطينية في السعودية شغلتها تأخذ فلوس فقط، الله يتولانا برحمته، وحتى إذا وصلته الرسالة هو أساسا مش فاضي إلنا الرئيس عباس".

وطالب اللاجئون خلال تفاعلهم من الموضع بضرورة أن يعيش الفلسطيني في السعودية كأي كأجنبي آخر، في ظل مكوث بعضهم أكثر من 50 سنة على أرض المملكة، إضافة لتذمرهم من المضايقات الأمنية بحجة دعم قضيتهم والمقاومة الفلسطينية.