رأى صحفيون ومحللون سوريون وأتراك أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي بوتين، بخصوص منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري، جاء دون توقعات السوريين، وأنه آيل للسقوط لا محالة.
ووصف الكاتب والصحفي التركي حمزة تيكن الاتفاق خلال مقابلته مع قناة الجزيرة، بأنه "هش ولن يصمد"، مشيراً إلى أنه ليس اتفاقاً، بل حماية للمصالح المشتركة التركية الروسية كي لا تتأثر سلباً بما سيحصل في إدلب.
وأضاف تيكن "تركيا ستعود لعملية درع الربيع عند أول خرق لوقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن الاتفاق أغفل أهم نقطتين، وهما انسحاب نظام الأسد، ومصير نقاط المراقبة التركية.
وقال الصحفي السوري فيصل القاسم، في تغريدة على تويتر: إن "الاتفاق فاشل بالمطلق حتى برأي الأتراك، ووقف إطلاق النار مجرد استراحة محارب قصيرة جداً، وستندلع الاشتباكات في الأيام القادمة بشكل رهيب".
من جهته، أكد الصحفي السوري محمد فيصل، أن "روسيا دولة ليس لها عهد وستنقض إتفاق وقف إطلاق النار هي وعصابتها في أقرب وقت ولن يدوم هذا الوقف أكثر من بضعة أيام".
وأوضح أن الاتفاق لا يتعدى كونه مناورة سياسية وبعدها سيستأنف القتال، لافتاً إلى أن تركيا لم تدخل كل هذه الترسانة لمراقبة الطرقات.
وتحدث الصحفي التركي إسماعيل كايا، عن ضبابية الاتفاق وأنه أغفل نقاطاً من الضروري جداً إيضاحها، مثل التغيرات في خريطة السيطرة على طريق M4، ومسألة تراجع النظام من المناطق التي سيطر عليها، إضافة لمصير نقاط المراقبة.
بدوره، قال القيادي في الجيش الوطني السوري، مصطفى سجري: "بعيداً عن التصريحات السياسية واللغة الدبلوماسية، ما حدث في موسكو عبارة عن إجراء برتوكولي بعد الوصول إلى طريق مسدود، مع ترحيل للخلافات العميقة".
وشدد سيجري على أن اتفاق سوتشي انتهى فعلياً والكلمة الفصل ستكون في الميدان، موضحاً أن الأتراك يعملون على استنفاذ جميع الحلول السياسية، ثم ينتقلون إلى الحرب.
وأعلن الرئيسان التركي الروسي خلال الساعات الماضية، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بالشمال السوري يبدأ منتصف الليلة، وذلك بعد تصعيد كبير في المنطقة خشي الطرفان أن يؤدي إلى صدام عسكري مباشر بينهما.
وصرح أردوغان مراراً بأن تركيا تريد انسحاب ميليشيات الأسد إلى خارج حدود اتفاق سوتشي ومن المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً، ومن أهم تلك المناطق مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان جنوبي إدلب، إضافة لمناطق بريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي.
