السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

السوري "الحسين".. هزم إعاقته بطلب لقمة الحلال

07 مارس 2020، 02:30 م
السوري "الحسين".. هزم إعاقته بطلب لقمة الحلال

أحمد العكلة- خاص آرام:

منذ عمر (4 أعوام)، تعرض السوري عبد الله الحسين، لإعاقة دائمة تمثلت بشلل في يده ورجله، إثر إصابته بطلقة نارية طائشة في أحد الأعياد، لازمته حتى أصبح عمره حالياً (45عاماً).

كان "الحسين" من بلدة حاس جنوبي إدلب، يملك محلاً لبيع الأغذية يُعيل به أطفاله الثمانية، لمدة فاقت (15عاماً)، إلا أن قصفاً دمر منزله عقب قيام الثورة السورية غير حياته برفقة عائلته التي انتشلت من تحت الأنقاض حينها.

على كرسي متحرك، واصل الرجل بحثه عن لقمة العيش الكريمة، عقب إصابته وانتقاله لمنزل آخر، حيث افتتح محلاً لبيع المحروقات ويساعده بداخله ابنه الصغير لضعف حركته جراء الإعاقة.
WhatsApp Image 2020-02-13 at 10.01.45 PM.jpeg

يقول عبد الله لـ"آرام"، إنه لا يستطيع القيام بأعمال تحتاج إلى جهد كبير، بسبب وضعه الصحي، إلا أنه يؤكد إصراره على المُضي في طلب الرزق مهما كان قليلاً، ليمارس حياته كمن حوله من الأصحاء.

ويشير إلى أنه اضطر إلى إرسال أبنائه الاثنين وبناته الأربعة للعيش داخل مخيمات النزوح، خوفاً على حياتهم تزامناً مع استمرار القصف، مضيفاً "أنا مضطر للعمل في وضعي الحالي لحاجتي لمصاريف كبيرة شهرياً".

وبين أن طفله محمد البالغ (15عاماً) يساعده في العمل داخل المحل عقب رجوعه من المدرسة، حيث يقوم بتوجيهه لتعبئة الديزل والبنزين للسيارات والدراجات النارية فيما يستلم هو الحساب من الزبائن.
WhatsApp Image 2020-03-07 at 2.04.05 PM (1).jpegويجتمع العديد من الشبان وأهالي المنطقة للجلوس في محل "الحسين" لتسليته وتناول الشاي والمتة، حيث يُقدمون له المساعدة من أجل الخروج من حالته النفسية، ويفضلونه عن غيره عند تعبئة الديزل لدعمه مادياً.

طفله محمد يقول لـ"آرام" إن عائلته كانت تملك منزلاً يضم غرفتين في الحي الجنوبي في بلدة حاس، وقد تدمر فوق رؤوسهم بعد غارة جوية، حيث شاهد عمليات انتشالهم من تحت الركام، وبعدها انتقلوا للعيش في غرفة بالإيجار.

أوقات مُتفرقة

ويضيف "بعد اشتداد القصف على المنطقة لم نُغلق المحل وقمنا بتأمين أهلي بالمخيمات والبقاء في القرية، حيث كنت أصل للعمل بعد الظهر، وأبقى حتى المساء، لكي نستطيع جني مربح يبلغ نحو 4000 ليرة بشكل يومي".

وأشار الطفل إلى أنه رغم مساعدته لوالده لم يترك المدرسة، ويحاول كتابة الوظائف والدراسة خلال المساء، خصوصاً بعد أن أصبح الدوام غير منتظم، بسبب الأوضاع الأمنية ونزوح كثير من السكان إلى المخيمات الحدودية.

وتمكنت أسرة عبد الله الحسين من السكن في منزل جديد، عبر حملة دعم وتبرع نظمتها الفعاليات الأهلية في المنطقة لجمع مبالغ مالية من الأغنياء والمغتربين، إلا أنه لم يُنجز بالكامل إثر بدء هجوم ميليشيات الأسد على إدلب مؤخراً.
WhatsApp Image 2020-03-07 at 2.04.05 PM (2).jpeg

من جهته، يقول الصيدلاني حسان العمر، جار "الحسين" لـ "آرام" إنه يسكن بجواره منذ ما يقارب (30عاماً)، حيث يشهد أنه منذ صغره يعتمد على تأمين معيشته وجلب مصروفه من عمل يده، ويأبى أن يستسلم لإعاقته.

وأضاف العمر "كثير من الناس يعرضون عليه أموالاً كمساعدة، لكنه يرفض، لذا يلجأ الكثير منهم إلى شراء المحروقات بأسعار مرتفعة منه، خاصة بعد دمار منزله وإصابته مرة ثانية خلال الثورة.
WhatsApp Image 2020-03-07 at 2.04.05 PM.jpeg