مثلما هناك ذكاء عاطفي، يوجد أيضا شيء إسمه غباء عاطفي، وهذا ليس نقيض الأول لأنه يرتبط فعلاً بما هو عاطفي بحت، أي في علاقة المرأة بالرجل أو العكس.

الغباء العاطفي من أشد أنواع الآلام النفسية وقعًا، كأن تحب شخصا تعلم منذ البداية أنه لن يكون لك وأنك لن تكون له، تصديقًا لإحساس البدايات وروعته، وأن تسمح لهذا الإحساس بأن يغلف قلبك فيرديه أعمى غير قادر على العودة إلى الوراء مجددًا، رغم أن عقلك يعلم بأنه اجتماعيًا أو فكريًا أو لأي سبب آخر لا يمكن لهذه العلاقة أن تتجاوز مرحلة المواعدة.

من الغباء العاطفي أيضا أن تدخل علاقة غرامية دون مقود أو مكابح، فتنجرف وراء حلو الكلام وعذبه، الذي يقصد به طبعا الإطاحة بقلبك -وليست الإطاحة كلمة سلبية هناك- وتسقط على رأسك ثم تفقد الذاكرة، تلك الذاكرة التي كان يفترض أن تعدل بوصلتك كلما أطنبت في المبادرة أو ثقل وزنك في العلاقة فطغى على الطرف المقابل اهتمامًا وكرمًا وتعبيرًا عن المشاعر.

إن الاندفاع في الحب بصفة عامة هو فعل محمود شرط أن يوظف في الوقت والظرف الصحيحين، ما عدا ذلك فإن إحساس الشريك بأنه محاصر ومراقب ومكبل تحت مسمى الإحاطة والاهتمام والحب هي ظاهرة غير صحية تنبئ بقصر عمر العلاقة منذ ولادتها.