لا تتكلم بالسياسة هذه الجملة نكاد نسمعها بشكل يومي مع أي جولة سياسية نخوضها بأي نقاش أو جدال، وذلك لإيقاف الخلافات في وجهات النظر، أو الآراء، أو الأفكار.
وبذات السياق نجد أنفسنا بعد هذا التحذير عدنا، للسياسة من حيث لا ندري، والأنكى بأن الذي نبّهك البعد عن هكذا حديث هو من غاص به معك، وعاد الجل مجددا… !
لماذا؟ بالفعل أتساءل ؟ فهل نحن كلنا محللون سياسيون؟! أم هو واقعنا المفروض علينا، يكاد لا يتركنا بشؤوننا الخاصة؟! فكرت قليلا، وخلصت لقناعة مفادها: نحن العرب، جبلة سياسية منذ عقود، فطعامنا… سياسة، لأننا نذكر أن هذه الأكلة من دولة كذا وتلك صنع دولة كذا ووو وعلى هذا الأساس قد نأكل وقد لا نفعل .. والرياضة لدينا سياسة والتعليم لدينا سياسة وجواز سفرك الذي تحمله هو أيضا سياسة وشهادتك الجامعية كذلك سياسة.. ومعتقلو الرأي هم قابعون بالسجون بسبب السياسة… مات الكثيرون ، لا لشيء فعلوه بل لكلمة قالوها.. سياسة. وفي بلادنا العربية ، كل خلافاتنا هي بسبب السياسة فقط.
والغريب فينا، نحن العرب فقط، نعيش في متاهات( الطائفية، العرقية، المذهبية، العشائرية، المناطقية، ووو وكلها سياسة. فنبقى دائما متراجعين عن غيرنا من شعوب الأرض. وأتساءل أخيرًا: هل نستطيع الخلاص من ذلك؟! إن كان هناك ، نعم، فكيف؟ أنا لا أدري.