ربّما ستكون هناك عزلةٌ إلزاميّة
تُجبِرُ الأبَ على التعرّفِ على أولاده بعد أن خطفه الجوّالُ من أسرته.
وتُجبرُ الأمَّ على الدّخول أكثر في جوِّ العائلة.
وربّما ستصبحُ (شمّةُ الهوا) ترفاً أو ... خرَفاً
وستكتفي العائلةُ بهواءِ البيت اللّاموبوء.
وسأحاولُ أن أكملَ قراءةَ الرّوايةِ التي وقفت فيها عند الصفحة 150
والكتابَ الذي أنهيتُ منه فصلَين.
وديوانَ ابنِ الفارضِ الذي لا أشبعُ منه.
سأحاولُ أن أن أكونَ أكثرَ ترتيباً للوقتِ وللطّعامِ ولشربِ الشّاي
وستكونُ الصّلاةُ أكثرَ استقراراً والملاذَ الآمن للرّوح من فضاءِ الشّائعاتِ المخيفة.
سأجدُ فرصةً اكبر لقراءة القرآن وإعادةِ قراءةِ سورةِ يوسفَ مرّاتٍ ومرّات.
وسأكتبُ عن يوميّات الكورونا حولَنا
والتي قد تصلُ كلماتُها لأجيالٍ ستأتي وتترحّمُ علينا.
ومن يدري ؟
فلربّما قرأ من سيأتي بعدنا ....
وماتَ أنسٌ سنةَ كذا بفيروسِ كورونا
ماتَ قبلَ أن يُكمِلَ مذكّراته عن الثورةِ في زمن الكورونا.
في اللّيل
سأحاولُ ألّا أكون كما في النّهار
سأقتربُ من نفسي أكثر لأسارِرَها بالخوف
ومن روحي أكثر لأساررَها بالحذر
ومن قلبي أكثر، لأساررَه بالحُبّ.
سأعقّمُ طاولتي التي لطالما جلستُ إليها بغير محاذير
والقلمَ الذي يا ما كتبتُ به من غيرِ وسواس.
وسأكتبُ لنفسي برنامجاً يتضمّن الساعة التي سأتعلّم فيها 5 كلماتٍ من اللغةِ التركيّة
والساعةَ التي سأقرأ فيها عن دواء
والسّاعةَ التي سأقرأ فيها مقالاً
والساعةَ التي سأقوم فيها بتدريب المعدة أو الضّغط 20 مرّة.
وبالطّبع سألتزم بالبرنامج في أوّل يومين ومن ثمّ سانسى
تماماً كالبرنامج الذي كنتُ أكتبه كل أسبوع في سنة البكالوريا.
ولكنّني على كلّ حال سأكتبُ برنامجاً.
سأفتحُ نافذتي على الليل
وفي الوقت الذي أظنّ أنّه لم يعد فيه سهران غيري.
سأحدّث الليلَ عن آخرِ قصيدةٍ كتبناها معاً
وعن بعض المفردات التي نسيتُ معناها.
وسأصرخُ في ردهاتِ نفسي:
(وهو الذي في السّماءِ إلهٌ وفي الأرضِ إله)
...
تابع (من هنا) قالها كورونا إنه الله