دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف "فوري" للصراعات المسلحة في جميع أنحاء العالم، والتركيز على "المعركة الحقيقية" في حياتنا بمواجهة فيروس "كورونا".

وقال في النداء الذي أطلقه الاثنين: "ضعوا حدًا لمرض الحرب، وحاربوا المرض الذي يعصف بعالمنا، ويبدأ ذلك بوقف القتال في كل مكان، فهذا ما تحتاج إليه البشرية، الآن أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف غوتيريش، أن "عالمنا يواجه عدوًا مشتركًا يتمثل في فيروس كورونا المسبب لمرض كـوفيد-19"، مشيرًا إلى أن هذا الفيروس يهاجم الجميع بلا هوادة، ولا يأبه لأي أصل عرقي أو جنسية أو فصيل أو دين.

وأردف أن "وقف إطلاق النار سيسمح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول إلى السكان الأكثر عرضة لانتشار كوفيد-19، الذي ظهر لأول مرة في ووهان، بالصين، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتم الإبلاغ عنه في أكثر من 180 دولة.

وحتى مساء الاثنين، أصاب الفيروس أكثر من 360 ألف شخص في العالم، توفى منهم ما يزيد عن 15 ألفًا، أغلبهم في إيطاليا، الصين، إسبانيا، إيران، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعافى أكثر من 100 ألف.

وفيما لا تزال النزاعات المسلحة تحتدم في جميع أنحاء العالم، ذكر الأمين العام، أن "أكثر الفئات ضعفًا من النساء والأطفال، والأشخاص ذوو الإعاقة، والمهمشين والمشردين هم من يدفعون أبهظ أثمان هذه النزاعات".

وتابع "هم يواجهون أيضًا خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كوفيد-19، وعلينا ألا ننسى أن النظم الصحية قد انهارت في البلدان التي دمرتها الحروب، والعاملين في مجال الصحة، وعددهم قليل أصلًا، قد استُهدفوا في أحيان كثيرة".

ولفت إلى أن اللاجئين وغيرهم ممن شرّدتهم الصراعات العنيفة معرضون للخطر بشكل "مضاعف".

وأشار غوتيريش إلى أن "ضراوة الفيروس تبيّن جنون الحروب، ولهذا السبب "فإنني أدعو اليوم إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء العالم، وأقول للأطراف المتحاربة: اتركوا الأعمال العدائية، وضعوا مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبًا؛ أخرسوا البنادق؛ وأخمدوا المدافع؛ وأوقفوا الغارات الجوية، فهذا الأمر حاسم الأهمية".

وأوضح أن هذا النداء هو من "أجل المساعدة على إنشاء ممرات لإيصال المساعدات المنقذة للحياة، ومن أجل فتح نوافذ ثمينة لحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، وجلب شعاع من الأمل إلى حيث تعيش الفئات الأكثر ضعفًا إزاء فيروس كوفيد-19.

وطالب المسؤول الأممي باستلهام الحلول من التحالفات والحوارات التي تتبلور ببطء بين الأحزاب المتنافسة ليتسنى وضع نهج مشترك لمواجهة فيروس كوفيد-19، لافتًا إلى أننا "بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير".