الإثنين 06 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

كورونا وكوروهم

29 مارس 2020، 01:24 م

ووهان
المدينة الصينيّة التي ربّما لم يسمع باسمِها أكثرُ سُكّان الأرض.
حتى وقعت الكارثة فصارت حديثَ العالَم وشغلَه الشاغل.
وصار يردّد اسمَ هذه المدينةِ أطفالٌ يلعبون في شوارعِ الخرطوم وغزّةَ وإدلب وميلانو وبرشلونة .
كان كلُّ شيءٍ بعيداً حتى أصبحَ أقربَ من الموت
كانت تتناهى إلى مسامعنا من هناك أخبارٌ عن فيروسٍ اسمه كورونا،ينتشرُ بسرعةٍ ويقتلُ بسرعة.
وسرعان ما أصبحت المدينة التي يزيد تعداد سكّانها على أحدَ عشرَ مليونِ شخص، مدينةَ أشباح.
إذْ عُزِلت بقرارٍ من الحكومة الصينيّة عن باقي المُدن، ومُنعَ الدخولُ إليها والخروجُ منها، وحُجِرَ على الناس صحّيّاً، فلا يُسمحُ لهم بالخروج من منازلهم.
كلُّ هذا كان يحصلُ في مدينةٍ بعيدةٍ بُعدَ الصّين.
وبدأت كرةُ الثلجِ بالتدحرج على سطحِ الأرض.
ولكنّها مملوءةٌ بالفيروسات هذه المرّة
الفيروس الذي سيقتحمُ إيران ومدينتَها المقدَّسة (قُمّ) على وجه التحديد.
وسيقتلُ المراجعَ الدينيّة والمسئولين في الوزارات وجنرالاتٍ في الحرس الثوريّ الإيرانيّ والمعمَّمين في حسينيّاتهم.
وسينتقلُ ليضربَ أوروبّا : إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا و السويد و و و و
ستُعلَن حالةُ الطوارئ في البلاد،
وستُغلَقُ المطاعم والمتاحف والملاعبُ الدوليّة والمحليّة و المقاهي ودور العبادة وسيصلّي بابا الفاتيكان لأوّل مرّة في تاريخ الفاتيكان لوحده.
ستكونُ المستشفياتُ هي قِبلةَ البشر ، لا الجامعات ولا المعاهد ولا الحدائق ولا دور السينما.
سيخلو شارع أكسفورد في لندن من المارّة، وهو الشارعُ الأكثر اكتظاظاً في العالم.
وعلى طول شارع الشانزليزيه في باريس لا يكادُ يُرى من يمشي على قدمَين، وهو الشانزليزيه.
في الشرق سيقول أحدُهم إنّها الحربُ البيولوجيّةُ الشاملةُ على العالمِ السّاكتِ عن الظلم والمجازر التي ترتكب وارتكبت بحقّ ملايين الأبرياء في سوريا وليبيا واليمن لعقدٍ من الزّمن.
وفي الغربِ سيقول أحدُهم إنّها لعبةُ الصّين لتفكيك القطبيّة العالميّة والصعود على أشلاء العالم الذي سينهكه كورونا والوقوفِ على عظام النظام العالميّ البائد وخلقِ النظام الجديد.
وهناك من سيقول إنّه غضبُ الله الذي سيوقف العالَمَ عند حدّه
وسيقولُ آخر إنّها حربٌ صليبيّةٌ جديدةٌ على الإسلام والدليلُ أمامكم: إغلاقُ دور العبادة في الشرق والغرب ومنع صلوات الجُمَعِ والجماعات.

مع أنّ نوادي القِمار ودور البغاء والبارات في الشرق والغرب والشمال والجنوب أغلِقت هي الأُخرى كذلك.
ويظلُّ كورونا
هو اللّغز الذي ما يزالُ يبحثُ له العالَم عن شيفرةِ الحَلّ
وإلى أن يأتي ذلك الوقت، فهو مستمرٌّ في حصادِ الآلافِ من البشر هنا وهناك
وربّما يتصاعدُ الرقم إلى الملايين بعد شهرٍ من الحصادِ أو شهرين.