الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.75 ليرة تركية / يورو
40.63 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.38 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.75
جنيه إسترليني 40.63
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.38

أول إعلامية سورية تفصح عن إصابتها بـ"كورونا" وتقدّم تجربتها لزرع الأمل

31 مارس 2020، 06:03 م
الإعلامية السورية المعارضة لنظام الأسد، آلاء محمد
الإعلامية السورية المعارضة لنظام الأسد، آلاء محمد

أعلنت الإعلامية السورية المعارضة لنظام الأسد، آلاء محمد، عن إصابتها بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19)، عبر بث مباشر في موقع التواصل الاجتماعي انستغرام، أمس الاثنين،  لتكون أول سيدة سورية تعلن حملها للفيروس في تركيا.

وقالت آلاء محمد لتلفزيون "أورينت"، الثلاثاء: إنها "ظهرت لتزيل مخاوف زملائها وعائلتها والسوريين عموماً من الإصابة بهذا الفايروس، ولتقدم تجربتها مع الوباء الذي أرعب العالم وقتل الآلاف، كدليل للتعامل معه في حال الإصابة به".

وأضافت الإعلامية السورية التي عملت كمقدمة برامج سابقاً في تلفزيون "أورينت"، وتركت العمل في المؤسسة منذ حوالي عام، والأم لطفل بعمر السنتين، أنها "لم تعلم كيف وأين ومتى التقطت الفايروس على وجه الدقة؛ إلا أنها لم تلتزم المنزل في الأيام الأولى من تحذيرات انتشار كورونا في تركيا، ووجوب البقاء في المنزل".

وتابعت آلاء "كثفت من حالات الخروج من المنزل إلى الأسواق بقصد تأمين حاجيات طفلي ومستلزمات المنزل، وربما التقطت العدوى من السوبرماركت أو المول رغم شعوري أنني أخذت الاحتياطات اللازمة وسبل الوقاية؛ وهذا ما يؤكد على أهمية الالتزام بالمنزل والحجر الذاتي للحماية من الإصابة بهذا الوباء".

وأوضحت "قبل تأكيد الإصابة بفترة، جلست في مقهى للنرجيلة، كان الجلوس فيه أشبه بالدخول في غيمة من الدخان الكثيف الذي غطى بهو المقهى، وشعرت حينها بدوار ورغبة في الاستفراغ، الأمر الذي أدخلني في غيبوبة عندما حاولت الدخول إلى الحمام، ولم أستيقظ إلا في المستشفى،  وهذا الإنذار بالإصابة وبداية الشعور بأعراض الكريب".

وأردفت "كلنا بحاجة للخروج لكن المسألة ليست مزحة كما يحاول البعض أن يسخَف الأمر" مؤكدة أن "الكارثة" تكمن في أن الفايروس لا يعلم أحد أين وكيف يلتقطه ومتى ينقله إلى غيره دون معرفة منه.

وعن الأعراض تحدثت محمد، أنها بعد الغيبوبة التي دخلتها في المقهى، "عانت قرابة يومين أو ثلاثة من أعراض أنفلونزا (كريب) خفيفة، لتتطور الحالة في اليوم الثالث إلى وهن عام في الجسم، ويشعر به المصاب فور الاستيقاظ من النوم، فهو يأتي مرة واحدة، مترافقاً بألم في الصدر وأعلى الحنجرة، وارتفاع بدرجة حرارة الجسم".

وأشارت إلى أنها "انتقلت بعدها إلى المستشفى لإجراء التحاليل التي أثبتت فور صدور النتائج إصابتها بالفايروس، الأمر الذي تطلب منها التعامل مع الموضوع بأخذ نصائح الأطباء والمختصين، ووجوب حجر نفسها طواعيةً (مكان تختاره بنفسها) بعد كتابة تعهد بعدم مخالطة الآخرين، وعدم خرق الحجر لثلاثة أسابيع متواصلة، وهو ما تلتزم به حتى اللحظة".

ونوهت إلى أن "الأعراض في الأيام اللاحقة، قد تزداد قليلاً، لكنها ليست لدرجة الإغماء وفقدان الوعي والاختناق، كما هو مشاع، أو بالنسبة لحالتها على الأقل، التي تؤكد أنه فقط السعال الجاف هو الأمر المزعج، وهنا تتوقف مقاومة الجسم للفايروس على الحالة النفسية للمصاب وإيمانه بالقدرة على التغلب عليه، فالهلع هو الحليف الأول لهذا القاتل، وهو ربما ما ساعدها على تجاوز ذروة الإحساس بالأعراض".

وبعد تجربة عشرة أيام في الحجر، وصفت محمد حالتها بقولها: "كنت خائفة على صغيري وزوجي من أن أكون قد نقلت لهم العدوى، هذا أول ما فكرت به، ودفعتهم لإجراء التحاليل التي أثبتت أنهم غير مصابين، ما أعطاني دافع للمقاومة أكثر، ولأدخل بعدها في حجري الصحي في مكان معزول عن العالم".

واختارت آلاء غرفة في أحد فنادق مدينة إسطنبول، لحجر نفسها، دون أن تخبر أحداً بالأمر، كونها لم تخالط سوى عائلتها، ورغبة منها في عدم إثارة الهلع والتركيز على مقاومة الوباء، وتقول: "حاولت أن أبقى هادئة وأبتعد عن الأفكار السوداوية التي كلما لازمتني انعكست على حالتي الصحية بشكل مباشر، ولذا حاولت أن أركز في المستقبل والتخطيط له بعد هذه المحنة، واستورد الأفكار الإيجابية".

وبيّنت أن الأمر "ليس بحجم الرعب الذي يتم تداوله في وسائل الإعلام، وهذا تبعاً لحالتي والأعراض التي شعرت بها، وربما تكون عند الآخرين مضاعفة وتؤثر أكثر في ضعيفي المناعة وكبار السن".

وأكدت أنها في الأيام الأولى التزمت بنصائح الأطباء وأكثرت من تناول السوائل الساخنة (الزنجبيل والعسل والكمون والنعنع وعصير الليمون وغيرها) إضافة للفيتامينات والثوم، وهذا الأخير مع فقدان حاستي الشم والذوق استطاعت تناوله رغم "الحرقة" التي يتسبب بها.

وترى الإعلامية السورية، بناءً على تجربتها، أن عاملين أساسيين سيكونان الفارق في مقاومة المصاب والمحجور عليه، هما: "الوقت واستغلاله بطريقة إيجابية بالانشغال في أمور تطرد التفكير السلبي، والثاني هو الإيمان بقدرة الإنسان في التغلب على هذا المرض ومقارعة الخوف منه بالدرجة الأولى".

يشار إلى أن الثلاثاء هو اليوم الحادي عشر لآلاء في الحجر الصحي، وقد بدأت بالتعافي والتحدث إلى زملائها وعائلتها، مع زوال غالبية الأعراض، الأمر الذي دفعها للخروج على العلن تروي تجربتها كأول سورية وإعلامية تصاب بالفايروس، لتعطي السوريين وبالدرجة الأولى للمصابين "أملاً في الغد، وألا يقعوا ضحية رعبهم منه".

وختمت حديثها بأن "لا شيء يتغلب على إرادة الإنسان، وألا يستهينوا بالأمر من انتقال العدوى، فالكل مسؤول اليوم عن حياة المحيطين بنا وليس حياتنا فقط، وأنه يجب الالتزام بالحجر الذاتي واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة".