عائشة صبري – آرام:

أعلن الصحفي والروائي السوري، محمد عبد الستار إبراهيم، عن تبرعه بمبلغ قدره ألف دينار أردني، إلى وزارة الصحة الأردنية، لدعم جهودها في مكافحة فيروس "كورونا المستجد".

وقال إبراهيم في تصريح خاص لشبكة "آرام" الأربعاء: "كان لي أسبابي الخاصة من هذا التبرع، أولاً الأردن يمر بظرف استثنائي وكوني أقيم على في الأردن منذ 16 عاماً فشعرت بواجب تجاه هذا البلد الذي احتضني في الوقت الذي لم أحظى بحقوقي في بلدي سوريا، وكان كردّ جميل".

وأضاف هذه "المبادرة لحث الآخرين على التبرع، لأنّنا جميعاً نعلم الوضع الاقتصادي الصعب في الأردن، والحكومة قامت بإجراءات وقاية وتسهيلات للمواطنين بشكل صدم الجميع، وهذا يؤثر على الميزانية، ومن الواجب أن يتحمّل المواطن مسؤوليته أيضاً".

وأردف أنَّ السبب الثالث للمبادرة هي إيصال "رسالة" مفادها أنَّ "السوريين في الأردن ليسوا عبئاً، إنَّما هم أناس محبين لهذا البلد، وكان هذا واضحاً في التعليقات على مبادرتي من السوريين".

وأشار إبراهيم إلى أنَّ وضع اللاجئين السوريين في الأردن يُعد أفضل من وضع بقية الدول العربية ودول أخرى، وكان يجب أن يكون لنا بصمة في الوقوف إلى جانب الأردن".

تفاعل الحكومة الأردنية مع مبادرته

وأوضح إبراهيم أن تفاعل الحكومة الأردنية مع مبادرته، كان إطلاقهم يوم أمس الثلاثاء، مبادرة اسمها "همة وطن" لفتح باب التبرع، ووجّه رئيس الوزراء الأردني في خطاب رسمي متلفز، كلمة شكر للسوريين، لافتًا إلى أنَّه يراها "نقطة إيجابية كبيرة للسوريين، وسعادته غامرة في هذه اللفتة".

أما الإعلام الأردني، فكان حديثه قبل 48 ساعة عن السوري الذي تبرع، وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بهذه المبادرة، وتعليقات شكر ومحبة للسوريين من قبل الأردنيين.

وبيَّن الصحفي أنَّه كان يُتابع كافة التعليقات قدر المستطاع، ووصلته عشرات الرسائل على الخاص من الأردنيين، حتى أن قناة المملكة التي أعدت تقريراً مرئياً عنه، تواصلت معه وأخبرته أنَّه هناك تفاعل كبير على مبادرته.

مبادرات سوريين في مصر وتركيا

مبادرة الصحفي ليست الوحيدة، فقد تبرع الكثير من السوريين في الدول المستضيفة لهم من أجل مساعدة المصابين بمرض "كورنا" ومنها في مصر وتركيا.

وأعلن عديد من السوريين المقيمين في مصر، عن تطوعهم لمساندة السلطات المصرية من أجل التصدي لفيروس "كورونا"، وذلك بعد أن فتحت السلطات باب التطوع للمشاركة في عدد من الأنشطة التطوعية ضمن الإجراءات الاحترازية.

وقال سوريون في بيان: "انطلاقًا من واجبنا تجاه أهلنا في مصر، أعلن أنني تحت التصرف بتطوعي للعمل لخدمة الشعب المصري أهلنا، وفي حال استدعت الظروف لأي عمل تطوعي، مهما كان، لما فيه من مصلحة عامة.. وخاصة إذا دخلت مصر، مرحلة الحجر الصحي المنزلي".

وأضافوا "أنا متطوع إذا احتاجت مصر إلى يدٍ عاملة لتوزيع حاجات المواطنين تحت الحجر الصحي من طعام وشراب وغيره، وفي جمع المساعدات العينية والتنظيف والتوعية".

وتابعوا "أنا متطوع ومستعد للتضحية بوقتي وجهدي في سبيل هذا البلد وترقيةً لسلوك الأخوة، وإيماناً بمسؤولية المجتمع المدني الوطني في إدارة الأزمات وتفعيل الدور الاجتماعي تجاه بلدنا الثاني مصر".

ولم يتوانَ السوريون في تركيا عن واجبهم الأخلاقي، حيث أعلنت هيئة الإغاثة التركية"IHH ، عن مشاركة متطوعين سوريين في أعمال ونشاطات الهيئة، في إطار التدابير المتخذة للوقاية من فيروس "كورونا"، وذلك عبر إنتاج 1000 كمامة طبية يومياً في ولاية شانلي أورفا.

كما بادر عدد من المقتدرين ورجال الأعمال السوريين بتقديم مساعدات مختلفة لكبار السن في تركيا، في ظل حظر خروجهم من المنازل جراء تفشي فيروس "كورونا" في البلاد.

وتطوع عشرات الأطباء السوريين في ولاية "غازي عنتاب" للعمل ضمن كوادر تركيا الطبية بدون أجر للمساعدة في مواجهة فيروس "كورونا المستجد" القاتل.