مفارقاتٌ أعايشُها ونعايشها جميعاً في أزمةِ كورونا
دعتني إلى استذكار المثل الشعبيّ (وين كلبَك والغزال)
فبينما يضحّي أطبّاءُ سوريّون بأرواحهم وهم يعالجون المرضى المصابين بفيروس كورونا في مستشفيات أوروبّا.
والذين توفّي منهم حتى الآن ثلاثة أطبّاء في المستشفيات الإيطاليّة.
وبينما يستمع الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان بكلّ جوارحه إلى الأذان الذي صدح من كنائس مدريد أمس .
تكتبُ صحيفة عكاظ السعوديّة في صفحتها الأولى: السّوريّون وبدعمٍ من أردوغان ينشرون وباء كورونا في أوروبّا.
فقلت: (وين كلبك والغزال).
وفي الوقت الذي يقوم فيه رجال أعمال إيطاليّون وأتراك بالتبرّع بملايين الدولارات لحكومات بلادهم لمواجهة أزمة كورونا.
يقوم رجال أعمال مقرَّبون من بشّار الأسد والسيسي بسحب ملايينهم من البنوك، واحتكار الأطنان من اللوازم الطبّيّة التي اشتروها مؤخَّراً بأسعار زهيدة، حتى يبيعوها بأضعاف سعرها إذا تفاقمت الحاجةُ أكثر.
فقلت: هذا معنى أن يتربّى البعض على حُبِّ الوطن والتضحية
والبعضُ على ولدنةِ الحرام والدّنيّة.
وقلت: (وين كلبك والغزال).
وفي الوقت الذي يتطامن فيه زعماءُ دول عظمى أمام الله وينكسرون ويطلبون الصلاةَ لإنقاذ بلادهم.
يقول عبدالخالق عبدالله مستشار محمد بن زايد ولي عهد الإمارات: (لا نريد حلولاً من السّماء).
فقلت: (وين كلبك والغزال).
وفي الوقت الذي سارعت فيه حكومات كثيرة في العالم إلى إيقاف الرحلات الجويّة مِن وإلى الصّين وإيران على اعتبارهما الدولتين الأكثر إصابةً بفيروس كورونا حينها، وذلك حفاظاً على شعوبها ومنعاً لانتشار لدخول الوباء من هاتين الدولتين.
أعادت حكومة السيسي فتحَ المجال الجوّيّ مع الصّين لمزيدٍ من المالِ وفقط، وليذهبِ الشّعبُ المصريّ إلى الجحيم.
كما لم تتوقّف الرحلات الجويّة بين دمشق التي هي تحت سيطرة النظام الأسدي المجرم وبين طهران التي تفشّى فيها كورونا.
ليأتي الحجّاج الإيرانيّون بالمئات يوميّاً بالإضافة إلى الشبّيحة الإيرانيّين وعناصر الحرس الثوري الإيراني.
وليذهب الشعب السوريّ إلى الجحيم أيضاً.
فقلت: (وين كلبَك والغزال) .

اقرأ أيضاً تفاعل مثير لمُبادرة سوري مع الشعب الأردني الشقيق (من هنا)