الأربعاء 10 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

هذا بيان للنَّاس !!.

02 ابريل 2020، 01:36 م

الإسلام كتاب وسنة، وهما السَّبيلان الوحيدان لدخول الجنة، من تمسَّك بهما أفلح ونجا، ومن أعرض عنهما خاب وجفا، فعضَّ عليهما أُخيَّ بالنَّواجذ، واحذر من بُنيَّات الطريق، ترَكَنا نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم على محجَّة بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، لا تلتفت يمينًا وشمالًا، ولا تنظر للشرق ولا للغرب، الزم غرز نبيك العظيم، وصحبه الكرام، ومُتْ على ما ماتوا عليه، فخير القرون قرنهم وزمانهم، وشرُّ القرون من أتى بعدهم، وقد غيَّر وبدَّل، وزاد وأنقص، من أجل شهوة أو لذَّة أو عَرَض من الدنيا قليل، حرِّروا وجرِّدوا الخطاب الديني، دعوه كما أراده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، خذوه كما هو، من غير رتوش، ولا خدوش، لا تُحَرِّفوه من أجل تأييد موقف حزب أو جماعة، فتذهب بركته وحلاوته، وتحلّ بكم النِّقم والفواجع، فلا ضلال ولا شقاء مع التَّمسُّك به، والالتفاف والاصطفاف حوله، فما ضرَّ أمة الإسلام، بعد وفاة النبي العدنان، إلا تحميل الخطاب الديني المتمثِّل في القرآن والسنة فوق ما يحتمل، أو الاجتهاد المجانب للصَّواب، أو لوي أعناق النصوص لتحقيق فكر معين، أو تأييد رأي ما، يقول سيد قطب - رحمه الله - : ( خذوا الإسلام جملة أو دعوه ). وقال ابن عقيل - رحمه الله - : ( إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات، وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعة ).
يقول الكاتب: أحمد محمد الشحي، في مقال له في مجلة البيان، بعنوان الخطاب الديني الذي نريد، بتاريخ: 22 مايو 2018م: ( الخطاب الديني الإيجابي له سمات ظاهرة، ومعالم واضحة، فهو خطاب علم وحكمة وسعادة وحضارة، يعزِّز قيم السعادة الدنيوية والأخروية، ويحقق مصالح الناس في عاجلهم وآجلهم، وينشر بينهم أرقى القيم في التخاطب والتعامل، ويحفزهم على بلوغ قمم الحضارة، ليكونوا مُؤثِّرين إيجابيين في غيرهم، فهو خطاب يُضيء للناس حياتهم، ويبث الطمأنينة واليقين في جنبات نفوسهم، ويهديهم إلى سواء السبيل.
ومن الحقائق التاريخية والواقعية أن الخطاب الديني تعرض لمحاولات اختطاف منذ القِدم، من قِبل أهل الشُّبه والأغراض من المتطرفين والمنحلّين، الذين سعَوا لتوظيفه لصالح أجنداتهم المشبوهة، لتدمير المجتمعات والدّول، وإلصاق مفاهيمهم المغلوطة المنحرفة، بتعاليم الإسلام السمحة البريئة منها ).
يا دعاة الإسلام في كل زمان ومكان !!
اتحدوا على كلمة سواء، انبذوا المسمَّيات والألقاب، اطرحوا فكرة الأحزاب جانبًا، واعملوا على فكرة واحدة فقط، ألا وهي: ادعوا الخلق لمعرفة خالقهم، حبِّبوهم بربهم، دلوهم إلى سبيل الهدى والرَّشاد، اجعلوهم يصطلحون مع الله، ويعودون زرافات ووحدانًا لدينهم وعقيدتهم الصحيحة الصافية، جرِّدوا دعوتكم من حظوظ أنفسكم، اجعلوها لله خالصة، وللكتاب والسنة موافقة، دعوا العصبية الحزبية، فإنها منتنة، لا تأتي بخير للأمة مطلقًا، فالله تعالى سمّانا في كتابه العزيز، في الآية الأخيرة من سورة الحج بالمسلمين، ولم يُضِفْ بعد هذا الاسم أي اسم أو وصف، قال الله تعالى:
(وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم "هو سماكم المسلمين" من قبل) الحج: 78. فإضافة أيِّ وصف بعد كلمة "مسلم" لا يُقرّه شرع، ولا منطق، ولا عقل، وهذا يؤدي إلى التمزُّق والتَّفرُّق، والضعف، ونقص الهيبة أمام الأعداء، انظروا ما حدث في بلاد المسلمين، عندما أضافوا على كلمة مسلم مسميات وألقابًا وأوسمة، حدثت مجازر ومذابح، وزين الشيطان للقاتل أنه يتقرب إلى الله بقتله لأخيه المسلم، ونسي هذا المسكين قول رسولنا الكريم _والحديثان في الصحيح_  : (لا يزال المسلم في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً) (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم).
وهدم الكعبة كم هو عظيم عند الله؟! والأعظم منه قتل امرئ مسلم بغير حق.
وهذا لا يعني أبداً أن نقرَّ المخطئ على خطئه، بل نحاوره ونناقشه، مراعين في ذلك آداب الحوار التي نصَّ عليها الشرع الحنيف، وأهم هذه الآداب أن تستشعر في حقيقة نفسك: أنّ كلامك صواب يحتمل الخطأ، وكلام محاورك خطأ يحتمل الصواب، وما دام مردُّ الحوار والنقاش ومرجعيته للكتاب والسنة، فالأمر هين وسهل، وتكون نتيجة هذا الحوار بنّاءة ومنتجة ومفيدة.
في ثورة الشام المباركة، ما كنت أظن يومًا أن يقتل أصحاب المنهج والطريقة الواحدة بعضهم بعضًا، ويحسب كل واحد منهما أنه على الحق المبين، ورفيق منهجه وزميل فكرته على الضلال المبين، ولا أريد أن أشير بأصبعي إلى أسماء وألقاب المُقتتلين، في الغوطة، وفي حمص، وفي الشمال السوري، فالله المستعان على كل من يسعى، ولو بشطر كلمة، في تفريق كلمة المسلمين، واقتتالهم فيما بينهم، من أجل رغبة وشهوة ونزوة، ورأي وفكر منحرف، لا أصل له في الدين والعقل والمنطق..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.