حذّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى الجماعية بمرض فيروس "كورونا" في سجون نظام الأسد بسوريا، لعدم اتخاذه أي إجراء في هذا الصدد حتى الآن.
وقال المتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، في حديثه للصحفيين من جنيف الجمعة: إن "الوضع في جميع السجون الرسمية المؤقتة ينذر بالخطر، وخاصة في السجون المركزية المكتظة، وفي مرافق الاعتقال التي تديرها الأجهزة الأمنية الحكومية الأربعة وفي سجن صيدنايا العسكري".
وأفاد كولفيل بتلقي عدد كبير من التقارير عن حالات وفاة في المرافق التي تديرها الفروع الأمنية الأربعة وفي صيدنايا، حتى قبل ظهور كـوفيد-19، بما في ذلك نتيجة التعذيب والحرمان من الرعاية الطبية.
وطالبت المفوضية نظام الأسد والفصائل بالإفراج عن المعتقلين -على غرار البلدان الأخرى- لمنع انتشار كوفيد-19، والتسبب في المزيد من الخسائر في الأرواح والبؤس بعد تسع سنوات من "الموت بلا هوادة" وتدمير النظام الصحي والنزوح.
كما دعت المفوضية جميع الأطراف إلى السماح للجهات الفاعلة الإنسانية والفرق الطبية بالوصول دون عوائق إلى السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى للتحقق من الظروف التي يعيش فيها المحتجزون وتقييم احتياجاتهم.
وتشمل الفئات الضعيفة المحتجزة في سوريا، وفقًا للمفوضية، كبار السن والنساء والأطفال والعديد من الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة، بعضهم نتيجة لسوء المعاملة والإهمال الذي تعرضوا له أثناء الاحتجاز.
وأعربت المفوضية عن مخاوف مماثلة بشأن الخطر الذي يتعرض له المعتقلون في مرافق مكتظة وغير صحية تديرها الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في شمال غرب البلاد وشمالها وشرقها. في إشارة إلى الفصائل الثورية وميليشيا "قسد".
وأشار كولفيل إلى أن المفوضية أحيطت علمًا بمرسوم العفو الرئاسي الأخير الذي أصدره نظام الأسد في 22 مارس / آذار 2020، والذي يمنح عفوًا عن بعض الجرائم، وعن الفارين من الجيش، فضلًا عن تخفيضات الأحكام بحق الصغار والمحتجزين الآخرين.
كما حثّت المفوضية على تخفيف أو تعليق العقوبات التي تعيق حاليًا توريد الأدوية والمعدات الطبية إلى أيّ جزء من سوريا خلال هذه الجائحة، مشيرة إلى أن عدم اتخاذ إجراء حيال ذلك من شأنه أن يعيق الاستجابة السريعة والفعالة للرعاية الصحية اللازمة لمنع أو احتواء انتشار الفيروس التاجي، وبالتالي إمكانية الإسهام في خسائر كبيرة في الأرواح.
وحذّر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، من أن الظروف اللاإنسانية في سجون نظام الأسد قد تتسبب في نقل فيروس "كورونا" وتفشيه بين المعتقلين، مطالبًا الأمم المتحدة بالضغط على النظام، ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للوصول إلى السجون.
وسبق أن دعت منظمة العفو الدولية، والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين في سجون نظام الأسد في ظل مواصلة تفشي فيروس "كورونا" بمناطق سيطرته في سوريا.
