السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

كيف تعتني بمريض كورونا في المنزل، ومتى تطلب العون الطبي؟

04 ابريل 2020، 10:23 ص
كيف تعتني بمريض كورونا في المنزل، ومتى تطلب العون الطبي؟

د. كمال اللبواني

كاتب ومحلل سياسي

04 ابريل 2020 . الساعة 10:23 ص

معلوم أن المرض منتشر وقد يصيب ثلثي البشر قبل أن يتوقف وهذا سيحدث غالبا خلال ثلاثة أشهر في أغلب المناطق، لأنه ينتقل بالهواء ، ولا تفيد في منعه كل الإجراءات المتبعة ، وأن أغلب الحالات يمكن التعامل معها وتدبيرها ومعالجتها بالمنزل ، حيث لا يوجد علاج نوعي ولا إجراءات تحتاج أجهزة طبية ، فمعظم المطلوب هو عناية تمريضية يمكن القيام بها في البيت ، والعناية المنزلية مهمة جدا للشفاء بأسرع وقت وتجنب تدهور الحالة وهي مفيدة بنسبة ٥٠٪ في تخفيض حالات الاستشفاء في المشافي وفي معدل الوفيات :
١- كل انسان يشعر بتوعك وحرارة وتعرق ووهن عام وآلام معممة ، مع أو بدون أعراض مرافقة أخرى تنفسية أو هضمية يجب أن يشك بأنه قد انتقلت إليه العدوى ، كونه المرض الحمّوي الوحيد المنتشر حاليا بشكل واسع ، ولا داعي لتأكيد التشخيص مخبريا إلا لذوي المخاطر العالية ( ضعيفي المناعة ) فالتشخيص عادة يكون بالاشتباه ، وبالأعراض والعلامات والقصة . ولا يتطلب مغادرة المنزل أو مراجعة طبيب ، وهذا المبدأ معمول به في كل الدول بما فيها أوروبا ، ولا يجب طلب الإسعاف إلا في حال حصول ضيق نفس متوسط أو شديد ، أو هبوط الضغط الشديد ، أو في حال توقف البول أو تغير لونه للغامق رغم شرب السوائل ، أو حصول وذمات في القدمين عند الكاحل أو تسرع القلب الشديد .
٢- يوضع المريض في غرفة لوحده بدرجة حرارة بين ٢٣- ٢٥ ، ويغير هواء الغرفة كل ساعة ، يرتاح في السرير ، ولكن يواظب على الحركة والمشي كل فترة لتنشيط الدورة الدموية وتنشيط التنفس ، وتفيد محاولة السعال والتقشع في منع الاختلاطات الرئوية .
لا مانع من تفقده من قبل ذويه بشرط أن يكونوا بصحة جيدة ولا يشكون من أمراض أو كبار في السن ، وذلك كل نصف ساعة ولمدة دقائق ، بشرط الحرص على عدم لمس مفرزاته وغسل كل حاجياته جيدا بالماء الساخن والصابون ، العناية بنظافة المريض ضرورية ، والحمام ممكن لكن بسرعة ، وبشرط عدم التعرض للهواء البارد بعده لساعتين . وكل الفضلات التي تنتج عنه وما يستعمله يجب الحرص منها وتعقيمها بالحرارة ، وتجنب استعمال أدواته قبل تعقيمها .
تجنب التعرض المباشر لتنفس المريض وسعاله ، ( يفضل أن يرتدي المريض الكمامة عند اقتراب ذويه منه ) هذا لا يمنع انتقال العدوى لكنها تكون طفيفة وعارضة غالبا فهواء الغرفة يحمل الفيروس ويبقى فيه لساعات ، والكمامة للزوار والممرض لا تمنع عنه استنشاق الفيروس المنتشر في الهواء ولا يجوز اعتبارها كافية ( وهذا سبب إصابة نسبة كبيرة من الكادر الطبي رغم كل الاحتياطات ) … مهم جدا عدد الفيروسات التي تدخل الجسم لأول مرة ، فهي إن كانت بأعداد قليلة فإن سرعة تكاثرها تكون أبطأ من سرعة تطور مناعة الجسم فيتغلب عليها ويمتلك مناعة قبل أن يستفحل المرض .
في خدمة المريض أجر وعافية إنشاء الله ، ولا يجب التأفف منها ، ولا إشعار المريض بالذنب ، أو القرف والخوف منه .
٣- تطمين المريض وتشجيعه ورفع معنوياته ضروري جدا ، فمقاومته تعتمد ٥٠٪ على حالته النفسية . وتشجيعه على الحركة والتنقل في الغرفة والجلوس على الكرسي ومحاولة التقشع دوما ، والحرص على ملاحظة علاماته الحيوية الأساسية وتدوينها على جدول زمني خاص مع وقت اجرائها وهي : عدد ضربات القلب / دقيقية ، عدد التنفس ، درجة الحرارة بميزان فموي ، ضغط الدم . ولون الشفاه واللسان ( حمرة الدم ) التي تدل على الأكسجة . وحالة الوعي . والتبول والتبرز .
٤- التغذية : السوائل بحدود ٦ ليتر يوميا : ماء وعصائر طبيعية طازجة أهمها البرتقال والليمون ، مشروبات حارة مثل الزعتر والنعنع والزنجبيل والأفضل تحليتها بالعسل أو بالسكر الطبيعي وتناول التمور ودبس العنب ، سوائل أخرى مملحة مثل مغلي الكمون والقرنفل والليمون والزنجبيل مع الملح ، مرق الفول النابت ، العدس الفول الرز المسلوق لبن العيران الحليب وفتة الخبز والكعك والسميد ، ومرق اللحم المسلوق يفضل الدجاج ، طبعا تجنب تناول المأكولات صعبة الهضم إذا كانت هناك اضطرابات معدية ونقص شهية وهذا شائع . ولا بد من بعض الخضار المسلوقة لتحريك الأمعاء وتنشيط البراز .
٥- الحفاظ على الضغط بحالة جيدة لأنه ضروري للدوران والتروية والإطراح والأكسجة ( شائع هبوط الضغط ) فبقاء الضغط الانقباضي حتى ١٤٠ والانبساطي حتى ٩٠ جيد ، ولا يتطلب علاج ، وهبوط الإنقباضي تحت ١٠٠ يتطلب زيادة الملح والمنشطات كالقهوة والشاي والحركة ، ويجب الانتباه عند المرضى الذين يتناولون حبوب الضغط لتعديل الجرعة فالمرض يغير كثيرا من توازنات الجسم وهذا يتطلب متابعة قياس الضغط وتعديل العلاج بما يتناسب مع الحالة . وكذلك السكري ، للحفاظ على سكر الدم فوق ١٠٠و تجنب هبوطه لأنه خطر . لوحظ ارتباط مادة الغلوكوفاج ٨٥٠ أو ٥٠٠ ( المتيوفوران ) بحالات عديدة من الصمت الكلوي ، فلا داعي لتناوله فترة المرض ، وهو في كل حال لا يؤثر توقف تناوله كثيرا على مرضى

السكر إذا انضبطوا في حميتهم .
٦- تخفيض درجة الحرارة واستخدام المسكنات يجب أن يكون مضبوطا وبأقل جرعة ، حرارة دون ٣٩ لن تكون مضرة بل تزيد قدرة الجسم على المقاومة فهي من أدوات الدفاع ، فقط الباراسيتامول ( البنادول ) يمكن استعماله عند ارتفاع الحرارة الشديد أو لتسكين الألم ، ويجب تجنب خافضات الحرارة الأخرى من مضادات الإلتهاب اللانوعي كالبروفين والفولتارين والنابروكسين والأسبيرين ، فهي تؤثر سلبا . تهوية المريض وبعض الكمادات أفضل لتخفيض الحرارة من استعمال الأدوية . ( ارتفاع الحرارة ٣ درجات لا يضر بالأنسجة) وهو اعتقاد شائع يكرره بعض الأطباء الذين يفضلون معالجة الأعراض والتسكين للإيحاء بفاعلية علاجهم . يتوقع بعد تناول خافض الحرارة حصول تعرق وبعد انتهاء مفعوله حصول نوبة قشعريرية بردية .
٧- يجب التفكير بإعطاء جرعات وقائية من الصادات عند ذوي المخاطر أو عند من يشكون من أعراض تنفسية ، فهي تمنع اختلاط الحالة بإصابة انتانية جرثومية مرافقة تنتهز حالة المريض( خاصة ذات الرئة ) ، وهي غير ضارة ( حبة بنسلين فموي ١٠٠٠ ) ثلاث مرات باليوم ، أو أموكسيسيليين ٥٠٠ كل ٨ ساعات أو أزيترومايسين ، وهي كلها مضادات حيوية بسيطة وآمنة ،( إذا لم توجد قصة تحسس منها ) وكلها تعطى قبل الطعام بساعة ، وفائدتها مع الطعام أو بعده ضعيفة . ويفيد أيضا تناول المقشعات ( البيسولفون ) .
٨- الإختلاطات الخطرة الشائعة في مرض كورونا والتي تتطلب طلب اسعاف طبي هي :
أ - ذات الرئة وتظهر كسرعة تنفس وضيق نفس واضح ، وأحيانا زرقة شفاه ، وحرارة عالية مستمرة ،
ب - الاختلاطات الكلوية وتظهر كشح بول وتغير في لونه ووذمات في الوجه حول العينين والقدمين ، لا يجب أن يقل البول اليومي عن نصف ليتر بأي حال ، مهما كان التعرق ، ويفضل أن يكون بول ٢٤ ساعة ١-١،٥ ليتر
ج - التهاب عضلة القلب ( وهو الإختلاط الذي يتسبب بموت الشباب والأطفال في هذا الوباء ) ويتجلى بتسرع نبض شديد مع ضعف نبضات القلب وهبوط ضغط ، وتعب وضيق نفس لأقل جهد .
د - هبوط الضغط والصدمة الدورانية خاصة عند نقص تناول السوائل والملح الذي يفقده المريض بالتعرق ، وتظهر بحالة دوخة شديدة وميل للإغماء وضعف في الانتباه والوعي ونوم شديد ومتواصل …
هذه الحالات تتطلب تدخل طبي فاعل وقد تحتاج للاستشفاء ، لكن الاستعانة بالإجراءات السابقة تقلل من نسبة حدوثها وخطورتها وتخفف الضغط على المشافي والكادر الطبي وتتيح المجال لمرضى آخرين بحاجة للمساعدة .
٩- الإنذار : خطورة الحالة يمكن تقديرها من سن المريض ووضعه الصحي ، ومن شدة الأعراض وقصر مدة الحضانة وطول مدة المرض ، ارتفاع حرارة مفاجئ وشديد ، قشعريرة ، آلام عامة قوية ، وهن شديد ، شعور بضيق النفس وآلام معدية ورفض الطعام … هذه مؤشرات قوة الإصابة .
مرور ثلاثة أيام متتالية من دون ارتفاع حرارة ومن دون أعراض غير التعب والوهن ، هو دليل على الشفاء .
عادة إذا أصيب مريض في البيت لأسرة مكونة من خمسة أشخاص فهناك احتمال إصابة شخص آخر من ذويه بأعراض متوسطة ، وأن يشعر الثلاثة الباقون بأعراض خفيفة أو لا يشعرون بشيء ،
من شبه المستحيل تجنب انتشار الفيروس في المنزل ، لذلك فهم سيتعرضون ويشكلون مناعة ، باحتمال يفوق ٩٠٪ حتى لو لم يشتكوا من أعراض .
من كل ١٠٠ شخص يلتقط الفيروس : ٣٠٪ يطورون مناعة ولا يشعرون بالمرض ، ٥٥٪ يشعرون بأعراض خفيفة لمتوسطة ، ١٥٪ يشعرون بأعراض قوية ٥٪ يحتاجون لرعاية طبية، ١٪ يحتاجون لاستشفاء ودعم طبي مكثف ، معدل الوفيات يختلف من بلد لبلد وتبعا لعوامل كثيرة لكنه بحدود ٢-٥ بالألف . غالبا سيصاب كل إنسان بفترة زمنية لا تتجاوز السنة مهما كان حريصا ، وقد لا يشعر بالإصابة أو يظن أنها نزلة برد عادية … احتمال اكتشاف علاج فعال ضعيف جدا في الفيروسات ، وكل دواء يحتاج عادة لتجريب خمس سنوات لاختبار سلامته قبل طرحه للتداول ، إحتمال تطوير لقاح يحتاج لسنة على الأقل وله أيضا اختبارات سلامة قد تمتد لسنوات ،
كل مريض يصاب يكوّن مناعة ولمدة طويلة نسبيا سنوات ، وهذا ثابت علميا ولولاه لما بحثوا عن لقاح ، لذلك فالناقهين يستطيعون التطوع لخدمة المرضى من دون خوف، وليكن ذلك تعبيرا عن شكرهم لله الذي شفاهم ،
وفي حال وجدت حملة تبرع بالدم يمكنهم التبرع بالدم لاستعمال البلازما التي تحمل الأضداد التي شكلوها لاسعاف مرضى وضعهم حرج ، فقد ثبتت فعالية نقل بلازما المتعافين للمرضى الخطرين .
هذا مرشد عام يمكنك اتباعه لتدبر إحتمال اصابتك أو أحد أفراد عائلتك ، ولا مانع من اقتناء ميزان حرارة وضغط ، وتعلم قياس الضغط ، وتخزين بعض حبوب الإلتهاب والفيتامينات والمقشع والبانادول ، احتياطا .
نسأل الله العفو والعافية .