الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

الهجومُ الممنهجُ على ثوابت الأمة

16 ابريل 2020، 09:06 ص

تمرُّ أمَّة الإسلام في أصعب مرحلة تاريخيَّة لها، يتكالب أعداؤها على خيراتها، ومقدَّراتها، وحضارتها وثقافتها، وعقيدتها ودينها، كما أخبر بذلك الصَّادق المصدوق بقوله: ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا، وكراهية الموت ) رواه أحمد، وأبو داود.

وإنَّ أخطر طريقة للنَّيل من أمة التَّوحيد وإضعافها، الهجوم على ثوابتها ومعتقداتها، وأعان الغربَ في ذلك أعداءٌ لنا من بني جلدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، ويعيشون بيننا، استخدمهم أعداؤنا بالمال والسلطة والجاه، فباعوا أنفسهم لهم، وجندوهم لحرب أهل ملتهم ودينهم، قدّموا لأسيادهم التَّقارير الدَّقيقة، من داخل صفوفنا، وأرشدوهم إلى نقاط ضعفنا، والثُّغور قليلة التَّحصين عندنا، فدخلوا بقوة ومعرفة لتحطيم ثوابتنا، وهاهم يسلكون كلَّ سبيل لأجل ذلك، وهذا يستلزم من النُّخب العلمائية والسياسية والفكرية والثقافية، أن يقوموا قومة رجل واحد، نصرة لدينهم وعقيدتهم وثوابتهم، وأن يبدأ كلٌّ منَّا بأخذ دوره، الذي يتقنه في دفع هذا الهجوم المخيف، ولا يُعذَر أحدٌ بالتقصير في هذا المضمار، بل أقول -وبكل ثقة-: إنَّ هذا من جهاد الدفع الواجب شرعًا على كلِّ قادر ومستطيع، وكلُّ شخص يستطيع أن يدافع عن ثوابت دينه، ولو بشطر كلمة، ويتقاعس عن ذلك، ويكون سببًا في ولوج الأعداء من ثغره، فهو آثم ومضيِّع لأغلى وأثمن ما تملكه أمة الإسلام.
الثوابت في ديننا الحنيف: هي القطعيات في الثبوت والدلالة، ومواضع الإجماع، التي أقام الله بها الحجة بينة في كتابه العظيم، أو على لسان نبيه الكريم، ولا مجال فيها لتطوير أو اجتهاد، ولا يحلُّ الخلاف فيها لمن علمها، كالمحافظة على الضرورات الخمس الكبرى، التي جاءت الشرائع السماوية للمحافظة عليها، وهي: الدين، والعقل، والنفس، والعرض، والمال، فلا يبيح الإسلام الاعتداء على هذه الضروريات، بل يراعي حرمتها، وخاصة حرمة الدماء والأنفس، ومن الثوابت أيضًا المحافظة على وحدة المجتمع، وتماسك نسيجه، وتلاحم أفراده، واجتماع كلمته، ليكون الجميع كالجسد الواحد، محصّنين من الفتن التي ترمي لتفريقهم وتمزيقهم، ويلخص لنا الدكتور: صلاح الصاوي، في كتابه: الثوابت والمتغيرات، ثوابت الأمة في المجالات الآتية: ( كليات الشريعة، وأغلب مسائل الاعتقاد، وأصول الفرائض، وأصول المحرمات، وأصول الفضائل والأخلاق، وأبرز ميادينها العقائد، والعبادات، والأخلاق، وأصول المعاملات ).
إن هذه المرحلة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية عامة، وثورة الشام المباركة خاصَّة، تقتضي من الجميع علماء ومثقفين وإعلاميين وغيرهم تعزيز الخطاب الديني الإيجابي في المجتمعات، المُستنِد إلى الكتاب والسنة، وما نوه إليه علماء الأمة، والذي يرتكز على تحقيق المقاصد العظمى، وجلب المصالح الكبرى، ودرء المفاسد والسلبيات، وترسيخ الأمن والاستقرار، والمحافظة على الهوية الإسلامية، وتعزيز قيم الولاء والانتماء لثوابت الأمة، ليكون أداة فاعلة، لتحقيق الخير للدول والشعوب، ومواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، والوقوف صفًا واحدًا متراصًّا أمام هجمة أعداء الملة والدين على هذه الثوابت، التي لا تنازل عنها، مهما قدمنا من تضحيات ودماء، فلا نقيل عنها ولا نستقيل..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.