كشف موقع "بيلينغات" الاستقصائي، أن وفداً من كبار ضباط نظام الأسد، زار مركزاً عسكرياً في ريف حماة وسط سوريا، وأشرف على هجمات بالأسلحة الكيميائية على بلدة اللطامنة في آذار/مارس عام 2017.
وأضاف الموقع في تحقيقه الذي أجراه، أن وفد النظام تضمن كلاً من وزير الدفاع علي عبدالله أيوب وعميد المخابرات الجوية سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، حسبما ترجم موقع "جرف نيوز".
واعتماداً على تحليل مقطع فيديو نُشر على وكالة أنباء النظام "سانا" للزيارة، ثم حُذف لاحقاً من منصتها على "يوتيوب"، إلا أن فريق "الأرشيف السوري" تمكن من حفظ نسخة من الفيديو قبل الحذف.
وتناول تحقيق "بيلينغكات" أحد الهجمات على البلدة، والتي وقعت حوالي الساعة الثالثة عصراً بتاريخ 25 آذار/مارس 2017.
ويظهر التحقيق أن القادة العسكريين كانوا حاضرين في مركز للقيادة، يراقبون الهجمات على اللطامنة، قبل أقل من ساعتين من الهجوم.
وتم تحديد وقت الزيارة، من خلال تحليل الظلال وتقييم الوقت الذي صُور فيه الفيديو. و تحديد مكانه، وهو امتداد طريق 35.205926, 36.771009.
ومن خلال محاكاة الظلال باستخدام أداة "Suncal" التي تستخدم لحساب سقوط الظل في تواريخ وأوقات محددة، بوضع الظل عمودياً على الطريق، يظهر أن الزيارة تمت بين الساعة الـ(12:00) والساعة (14:00)، حيث كانت الظلال تسقط على الطريق بزاوية عامودية تقريباً.
وباستخدام أداة "Topaz"، للحصول على صورة أوضح لساعة العميد أيوب، تظهر الساعة وهي تشير إلى وقت (13:15)، وهو ما يتوافق مع تحليل الظل.
ويظهر تقرير "سانا" لقطات لما يبدو أنها غارات جوية على اللطامنة، ومن خلال رسم خطوط مستقيمة من نقاط ثابتة على الخريطة، يمكن تحديد المناطق التي حدثت فيها الضربات الموضحة في فيديو "سانا"، في اللطامنة.
وبحسب الموقع يشير وجود أيوب والحسن في مركز قيادة يراقب الضربات على اللطامنة قبل حوالي 30 دقيقة من إقلاع المروحيات من قاعدة حماة لإلقاء قنابل الكلور، إلى حقيقة مهمة محتملة.
وبالنظر إلى الوقت اللازم لفحوصات ما قبل الإقلاع، وتحميل الذخائر، يبدو من المرجح أن هذه الزيارة كانت أثناء إعداد الهجوم الكيميائي، على البلدة التي كان القادة يراقبونها. وهي نقطة هامة عند تحديد المسؤولين عن هجوم بالكيماوي، الذي وقع في وقت لاحق من ذلك اليوم.
يُذكر أن التحقيق يأتي عقب إصدار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي تقريراً يثبت مسؤولية النظام السوري عن 3 هجمات بالأسلحة الكيميائية في اللطامنة بريف حماة.