عائشة صبري - آرام
استشهد أحد أمهر رماة الصواريخ الموجهة "التاو" في الشمال السوري المقاتل "ماهر كوجك" نتيجة إصابة سيارته بقذيفة طائرة مسيرة إيرانية غرب محافظة حماة وسط سوريا، واعترف الإعلام الروسي بمهارته.
وقال الإعلامي أيمن السعيد من ريف اللاذقية وأحد أصدقاء الشهيد لشبكة "آرام": إنَّ "الشهيد ماهر كوجك (26 عامًا) بدأ بالرمي على الرشاشات المتوسطة، وكان من أوائل رماة "التاو" المدربين في منطقة جبل التركمان شمال اللاذقية".
وأضاف أنَّ "كوجك نجح بتدمير أكثر من 150 هدفًا لنظام الأسد وميليشياته ما بين دبابة ومدرعة ودشمة بواسطة صواريخ موجهة متنوعة (تاو، فاغوت، كورنيت، كونكورس)، لكنه لم ينشهر بين الأواسط الإعلامية بسبب تفضيله البقاء بعيدًا عن عدسات التصوير.
وأكد السعيد أنَّ الشهيد كان يكره الكاميرا كثيرًا، حيث من يحظى بالتقاط صورة له تكون من دون علمه، لافتًا إلى أنَّه شارك في كل معارك الساحل، إضافة إلى معركة تحرير مدينة جسر الشغور غرب إدلب عام 2015، وذكر أنَّه تزوج قبل عام وزوجته حامل.
وأفاد ناشطون محليون بأن طائرة إيرانية مسيرة استهدفت رامي الصواريخ (ماهر كوجك) في قرية العنكاوي بسهل الغاب، أمس الخميس، ما أسفر عن استشهاده وإصابة مقاتلين من الجيش الحر كانوا برفقته.
وأضافوا أن الطائرة عاودت استهداف سيارة أخرى بعد نحو ساعة من القصف الأول، ما أسفر عن استشهاد اثنين من مقاتلي "جيش النصر" أحد فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير".
وفي سياق متصل، اعترف الإعلام الروسي عبر وكالة "سبوتنيك"، الجمعة، باستشهاد كوجك، عبر ما وصفته بـ"رصد سيارتي دفع رباعي يرافقهما عدد من الدراجات النارية، بالرمايات النارية بمختلف الأسلحة، ما أسفر عن تدمير هذه الآليات ومقتل وإصابة من كان بداخلها".
وقالت "سبوتنيك": إنَّه "تم التعرّف على بعض القتلى ومن بينهم المدعو ماهر كوجك، والملقب بـ (قناص التاو)، والذي يعد من أمهر وأكثر رماة هذه الصواريخ الأمريكية تدريبًا ودقة بين أقرانه من مسلحي المجموعات الإرهابية".
وأردفت أنَّ "كوجك يُعرف عنه إتقانه على مدى السنوات الأخيرة التعامل بحرفية مع هذا الطراز من الصواريخ أمريكية الصنع، ونشاطه البارز في استخدامها على جبهات ريفي اللاذقية وحماة".
يشار إلى أن اثنين من أشقائه استشهدا في معارك الساحل السوري، وكان يعمل مع جميع فصائل الثوار بلا تمييز، على الرغم من كونه منتسبًا لدى "الفرقة الثانية الساحلية" التابعة للجبهة الوطنية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا وهو إسقاط نظام الأسد.