الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.72 ليرة تركية / يورو
40.58 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.37 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.72
جنيه إسترليني 40.58
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.37

كورونا في الإمارات.. حرق جثث العمال وإرسالها لذويهم بعلب صغيرة

22 ابريل 2020، 03:19 م
تحرق الجثث وتتحول في غضون ساعتين ونصف إلى مجرد رماد في علبة فضية
تحرق الجثث وتتحول في غضون ساعتين ونصف إلى مجرد رماد في علبة فضية

يواجه العمال في دولة الإمارات مصيراً مؤلماً وصعباً عقب وفاتهم إثر إصابتهم بفيروس كورونا، إذ تحرق جثثتهم دون وداع من صديق أو قريب وترسل في علبة صغيرة لأهاليهم.

وبينت وكالة "فرانس برس"، الأربعاء، قصة للمواطن الهندي الذي توفّي في دبي جرّاء إصابته بفيروس كورونا، وبقي داخل سيارة الإسعاف مقابل غرفة حرق الجثث في انتظار وصول صديق أو زميل يلقي عليه نظرة وداع، لكن بعد ساعة تقريباً لم يظهر أحد.

وأوضحت الوكالة أنه بعد وقت قصير، بدأ أربعة رجال ارتدوا ملابس الحماية من الفيروس مهمّتهم، فحملوا الجثة التي لفّت بغطاء أبيض إلى غرفة المحرقة حيث تحوّلت في غضون ساعتين ونصف إلى مجرد رماد في علبة فضية.

ويعمل ملايين المغتربين في الإمارات ودول الخليج الأخرى، وقد شكّلوا على مدى عقود طويلة العمود الفقري للقوة العاملة في مستشفيات ومصارف ومصانع وورش البناء في هذه الدول الثرية.

وأمضى العديد منهم سنوات طويلة وهم يكدّون في عملهم لإرسال المال لذويهم، حالمين بالعودة يوماً إلى موطنهم لبدء عملهم الخاص أو حتى بناء منزل. لكن حتى وهم جثة هامدة، فإن نقلهم إلى أوطانهم في زمن فيروس كورونا المعدي أمر شبه مستحيل.

إقرأ أيضاً: السعودية.. إقامة التراويح في مكة والمدينة بلا مصلين وتخفيف حظر كورونا

ويقول ايشوار كومار، المسؤول في مركز حرق الجثث في موقع صحراوي بعيد عن المناطق السكنية في جنوب دبي، "العالم كله تغيّر. لم يعد يأتي أحد، ولا أحد يلمس شيئاً، ولا أحد يقول وداعاً".

ويضيف متحدّثاً للوكالة في الموقع الهندوسي أنّه قبل بدء اجتياح الفيروس للعالم في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، "كان الناس يأتون إلى هنا، 200 أو 250 شخصا، للبكاء وتقديم الورود. الآن يموت الأشخاص وحيدين".

وغالبية ضحايا الفيروس في الخليج وعددهم أكثر من 170، وغالبية المصابين الذين تجاوز عددهم 29 ألفاً، هم من العمّال المغتربين الباحثين عن لقمة عيشهم بعيداً عن بلدانهم وبينها الهند، وباكستان، وبنغلادش، والفيليبين والنبيال.

وقبل ساعات من حرق جثة المواطن الهندي الذي كان في الخمسين من عمره ويهو شريك تجاري في شركة سياحية في دبي، واجهت جثة اختصاصية تجميل فيليبينية المصير ذاته في الموقع نفسه.

وحملت شهادتا وفاتهما عبارة مشتركة هي "التهاب رئوي جرّاء فيروس كورونا" كسبب للوفاة.

وعادة تُسلّم العلبة الفضية التي تُشترى من سلسلة متاجر محلية كبرى ويوضع فيها الرماد، إلى قريب أو شخص مسؤول عن مصالح الضحايا إذا تواجد في بلد الوفاة، أو تُرسل إلى السفارة.

إقرأ أيضاً: مُستجدات "كورونا" في أرجاء العالم 22 إبريل 2020

ويقول سوريش غالاني، مسؤول آخر في موقع حرق الجثث الذي يضمّ معبدا هندوسياً، إنّ الضحايا "عمّال ومعظمهم لا أقرباء لهم هنا، يأتي أحياناً زملاء لهم" يعملون لصالح الشركة ذاتها لأخذ العلبة.

ورغم وقف الرحلات الجوية في غالبية دول الخليج لوقف انتشار الفيروس، تحاول الحكومات في المنطقة تسيير رحلات خاصة لترحيل العديد من العمّال الذين بات كثيرون منهم بلا عمل، غير أنّ التعامل مع جثث الضحايا هو تحدٍّ من نوع آخر، إذ إن وجود مرض معد يستوجب الدفن أو الحرق من دون تأخير.

وبحسب مصدر في وزارة الصحة السعودية تحدّث لفرانس برس شرط عدم الكشف عن هويته، "حتى الآن، تطلب العائلات بدفن الجثث داخل السعودية لانّها تفضّل ذلك".

ومن بين هؤلاء وزير محمد صالح الأفغاني (57 عاماً) الذي عمل وعاش في المدينة المنوّرة منذ الثمانينات بعدما فر من بلده خلال فترة الحرب مع الاتحاد السوفياتي السابق.

وتُوفي صاحب متجر القرطاسية جرّاء إصابته بالفيروس الأسبوع الماضي.

وكان صالح يقيم مع عائلته في المدينة المقدّسة، لكن لم يُسمح إلا لأربعة أفراد من عائلته بحضور الدفن، فشارك في المراسم أبناؤه الأربعة.

ولم يستطع ابن شقيقه عامد خان، مندوب المبيعات المولود في المملكة، من حضور مراسم الدفن إلا من خلال صور وتسجيلات فيديو تلقاها على هاتفه.

ويقول خان إن عمّه "كان يحلم بأن يدفن في المدينة وقد تحقّق حلمه"، معتبراً أنه "ليس هناك شخص يموت في المدينة ويرغب بأن يُدفن في مكان آخر. هذه مدينة معروفة بأنّها قطعة من الجنة".

وفي الموقع الهندوسي في دبي، لا تحمل شهادة وفاة كل من مات بسبب أمر مرتبط بفيروس كورونا، اسم المرض.

ويقول فيجاي الهندي إنّ شقيقه رام (45 عاماً) توفّي بذبحة قلبية بعدما دخل في حالة من الكآبة خلال إقامته وحيداً في غرفة لمدة 14 يوماً كإجراء احترازي إثر اختلاطه بشخص كان يحمل الفيروس.

في الغرفة المظلمة حيث توجد ثلاث آلات لحرق الجثث، وقف أربعة من أصدقاء الضحيّة قرب جثة رام قبل حرقها ورموا الورود عليها.

وذكر فيجاي أنّ نتيجة فحص شقيقه "جاءت سلبية بعدما أمضى فترة الأسبوعين في الغرفة. لكنّه تضرّر ذهنياً وأصبح كئيباً بسبب بقائه وحيداً".

وتوفي الأب لثلاثة أبناء الذي كان يعمل في محل لغسل الملابس، بينما كان في الإسعاف في طريقه إلى المستشفى بعدما شعر بآلام شديدة في الصدر.

ويقول شقيقه "سنعود غدا لتسلّم الرماد. سنرسلهم إلى بلدنا عندما تُستأنف الرحلات الجوية".