الأربعاء 10 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

فيروس "كورونا" يربك بوتين ويعمق مشاكلة داخل روسيا

24 ابريل 2020، 11:36 ص
الرئيس فلاديمير بوتين
الرئيس فلاديمير بوتين

نشرت وكالة "رويترز" تحليلاً عن تأثير تفشي فيروس كورونا بالأراضي الروسية على الرئيس فلاديمير بوتين ومخططاته، خاصة في ظل التداعيات السلبية الواضحة للفيروس على اقتصاد البلاد.

وقالت الوكالة في التحليل التي نشرته، الخميس: "سبق أن خرج بوتين سالماً من أزمات عديدة، غير أن المشاكل تتراكم على كاهل الرجل هذه المرة، بسبب الوباء الذي يعد أبرز تحد يواجهه خلال سنوات حكمه.

وكان يوم الأربعاء هو اليوم الذي يفترض أن يصوت فيه الناخبون الروس على تغيير الدستور بما يسمح لبوتين بالبقاء في الحكم حتى العام 2036، لكن بسبب الوباء تأجل التصويت.

وتأجل كذلك استعراض عسكري في ذكرى مرور 75 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو حدث تاريخي طالما استغله بوتين لدعم ما يردده عن صحوة روسيا بفضله.

أزمة متراكمة

رافق الوباء بلوغ سعر النفط، شريان الحياة للاقتصاد الروسي، لأدنى مستوياته منذ ما يقرب من عقدين من الزمان. كما أن العملة الروسية الروبل أصبحت الآن من أسوأ العملات العالمية أداء.

ويقول أكبر البنوك الروسية إن الناتج المحلي الإجمالي قد ينكمش بنسبة 15 بالمئة إذا ما هبطت أسعار النفط دون عشرة دولارات للبرميل.

وقال سيرجي جوريف الاقتصادي المرموق الذي رحل عن روسيا عام 2013: "لن يحدث انهيار على مستوى الاقتصاد الكلي لكني أشعر بالقلق على السكان خشية أن يفقدوا مصادر رزقهم".

ويقول وزير المالية السابق أليكسي كودرين إن عدد الروس العاطلين عن العمل قد يرتفع لثلاثة أمثاله ليصل إلى ثمانية ملايين عاطل هذا العام.

وقالت تاتيانا إيفدوكيموفا كبيرة الاقتصاديين بشركة نورديا روسيا إن إيرادات النفط والغاز قد تنخفض بمقدار 165 مليار دولار، الأمر الذي سيجبر الحكومة على سحب مبالغ ضحمة من احتياطياتها الدولية لتمويل ميزانية الدولة التي تواجه بالفعل الآن عجزا كبيرا.

وتضاءلت الفرص أكثر من أي وقت مضى لرفع مستويات المعيشة وتحسين البنية التحتية من خلال برنامج هدفه الإسهام فيما سيخلفه بوتين من إنجازات بإنفاق قرابة 26 تريليون روبل (338 مليار دولار).

وقال البروفيسور سيرجي ميدفيديف الأستاذ بكلية الاقتصاد العليا في موسكو: "كل هذه الأشياء مجتمعة تعادل أكبر تحد يواجهه بوتين خلال أعوامه العشرين في السلطة".

وأضاف: "المشهد تغير تغيرا جذريا. الاستقرار أصابه الدمار وتراجعت بشدة شرعية بوتين وربما كانت المعارضة توشك على التفجر بين النخبة (على الصعيد السياسي والأعمال)".

شعبية تتراجع

سجلت روسيا قرابة 58 ألف إصابة بفيروس كورونا و513 وفاة، كما أن بوتين يؤدي مهامه من مقر إقامة رسمي خارج موسكو حيث يعقد اجتماعاته عبر مؤتمرات الفيديو.

ووصلت شعبية بوتين إلى أدنى مستوياتها منذ 2013 فبلغت 63 في المئة، وفقاً لاستطلاعات مؤسسة ليفادا.

وظهرت بعض البوادر المبكرة على الاضطرابات الاجتماعية بسبب الوضع فشهد جنوب روسيا احتجاجاً على القيود المفروضة لاحتواء الفيروس، وشهد الإنترنت بعض الاحتجاجات والشكاوى من جانب الشركات من أن السلطات لا تبذل جهداً كافياً لمساعدتها على تجاوز الأزمة.

ووصف الكرملين الاحتجاج الذي شهده جنوب البلاد بأنه مخالف للقانون لكنه قال إن من الضروري الإنصات لمخاوف الناس. وقال أيضا إن الحكومة ستبذل جهداً أكبر لمساعدة الشركات إذا اقتضى الأمر.

وكانت السلطات طالبت أصحاب الأعمال في القطاع الخاص بوقف نشاطهم ومواصلة صرف مرتبات العاملين.

وقالت داريا كامينسكايا التي تملك ورشة لإصلاح السيارات توقف العمل فيها لـ"رويترز" إنها دفعت مرتبات العاملين السبعة لديها من مالها الخاص.

وأضافت: "هكذا كانت الثورات تقوم في الماضي بادئة بالطبقة الكادحة".

وقال رجل أعمال روسي كبير طلب عدم نشر اسمه خوفاً من التداعيات إنه يتوقع موجة من الافلاسات بين الشركات الصغيرة.

وأضاف: "ربما لا تكون من السوء بمثل ما حدث عام 1991 (انهيار الاتحاد السوفيتي). لكنها ستكون صعبة. وربما لا يحدث عنف ومظاهرات كبيرة لكن الناس سيكونون على شفا الغليان".

انتقاد بوتين

سُلطت الأضواء على دور بوتين، واتهمه منتقدوه بالتغيب في البداية عن الخط الأمامي في معركة احتواء كورونا.

ورفض الكرملين هذه الانتقادات وقال إن من الصواب السماح للقيادات الإقليمية بالتعامل مع الأوضاع على المستوى المحلي.

لكن قرار بوتين إرسال إمدادات طبية إلى الولايات المتحدة ودول أخرى لم يستسغه بعض الروس الذين يشعرون بالقلق على الإمدادات المحلية.

وسمعت "رويترز" امرأة عجزت عن شراء أقنعة وجه أو دواء باراسيتامول في صيدلية هذا الشهر وهي تقول: "على الأرجح أهديناها كلها للأمريكيين. لماذا فعلنا ذلك؟“.

ولن تنتهي فترة رئاسة بوتين الرابعة حتى عام 2024. والتلفزيون الحكومي يقف معه كما أن الشرطة مدربة جيدا على منع المظاهرات وأبدى القضاء استعداده لاستخدام القوانين الصارمة لمعاقبة المتظاهرين.

ولموسكو احتياطيات دولية تتجاوز 550 مليار دولار، كما أن وزارة المالية تقول إن بإمكان روسيا أن تتحمل أسعار النفط المنخفضة لفترة طويلة.

اقرأ أيضاً: متحدث باسم "بوتين" يكشف موعد ذروة تفشي "كورونا" في روسيا

ولا يواجه بوتين أي خطر فوري ظاهر من المعارضة التي نجح في تحجيمها باستخدام أدوات رسمية. وقد تفرق المتظاهرون في النهاية في الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها البلاد عامي 2011 و2012.

غير أن بعض المنتقدين يقولون إن الاضطرابات الاقتصادية ومشاعر الاستياء الشعبي من أسلوب إدارة أزمة كورونا قد تخرج عن السيطرة.

وكتب السياسي المعارض فلاديمير ميلوف يقول هذا الشهر: "القمع والحرس الوطني لن يتمكن من تحقيق الكثير في مواجهة استياء شعبي حقيقي"، مضيفا أن "وضعا ثوريا يتشكل".

لكن آخرين لا يتوقعون أن يتعثر بوتين. فقد قال الأستاذ الجامعي ميدفيديف: "قد تزداد معاناة الناس وربما يحدث شغب أو اضطرابات لكن مثل هذه الأمور لن تؤدي إلى تغييرات على الفور في النظام السياسي".