كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية تفاصيل الفساد المُستشري في منظومة نظام الأسد والتي يُمثلها حالياً رجل الأعمال المعُروف رامي مخلوف والتي قالت أنه المستفيد الرئيسي من "التحرير" الاقتصادي الذي قاده بشار الأسد.

ورصدت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، لُبَ الصراع بين الأسد ومخلوف وإمبراطوريته التي تولى خلالها استثمار شركات مملوكة للدولة، وبنوك "خاصة" جديدة، وشركات اتصالات، وحاز فيها على مركز مهيمن في سوق الهواتف المحمولة، وذلك بثروة تقدر بنحو 7 مليارات دولار.

وذكر موقع "الحرة" عن الكاتب الصحفي السوري عبد الوهاب بدرخان، عمق الخلاف بين الأسد ومخلوف، مشيراً إلى أن حاجة نظام الأسد للأموال جعلته يلهث وراء من سمح لهم بالتسهيلات وتكوين الثورات خلال الأزمة السورية.

وتشير التقارير إلى وجود تنافس بين أركان نظام الحكم في سوريا ومخلوف ووالده محمد، على بعض الموارد التي كان أهل مخلوف يسيطرون عليها بموافقة الأسد وهذه الموافقة ربما لم تعد واردة لأن الحكومة أمام ضائقة مالية.

وبينت الصحيفة الفرنسية أن بعض أصول رامي مخلوف تحت الحراسة القضائية، مشيرةً أن هناك متأخرات ضريبية كبيرة جدًا مطلوبة منه، ولكن قبل كل شيء سقطت المُحرمات من حصانة آل الأسد.

وتفاقمت هذه التوترات غير المسبوقة بين أبناء عمومة الأسد ومخلوف بسبب "كشف" مُحرج للغاية لبشار الأسد في وسائل الإعلام القريبة من الكرملين، بما في ذلك هدية بشار المُفترضة لأسماء، الأمر الذي دفع مخلوف للظهور والتوسل للأخير.

تابع التفاصيل من هنا: رامي مخلوف لبشار الأسد: سأخبر الله بكل شيء!

في ذات السياق، نوهت الصحيفة إلى أن روسيا عبرت عن عدم ارتياحها من منظومة نظام الأسد والتي قالت إنها لا تقتصر قدرة الأسد على إعادة بناء سوريا، بل وحتى على إدارتها بطريقة "طبيعية".

وقال نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية ألكسندر أكسينوك، في تحليل صارم موجه للحكومة السورية "من الواضح بشكل متزايد أن النظام متردد أو غير قادر على تطوير أسلوب حكم يحد من الفساد والجريمة ويسمح بالانتقال من اقتصاد عسكري إلى علاقات اقتصادية طبيعية".

ونشرت وكالة ريافان الروسية "استطلاع رأي" أجريَّ في نيسان/أبريل 2020، ويقول إن من بين ألف سوري 71.3% يعتبرون الفساد المشكلة الرئيسية في البلاد، و53.1% سيصوتون ضد بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، و70.2% يرغبون في "ظهور سياسيين جدد".

وتُضيف الصحيفة أنه و"بطبيعة الحال، لا قيمة لهذه الأرقام، ولا تخدم إلا كبالون اختبار لسياسة روسية محبطة بشكل متزايد بسبب عجز الأسد عن الخروج، ولو ظاهرياً، من منطق الحرب الأهلية الخالص".

وتوضح أن الخلاف بين بشار الأسد ورامي مخلوف ليس له اليوم نفس البعد العسكري، لكنه يكشف، مرة أخرى، عن التناقضات التي تشكل "حالة الهمجية" التي يوجد عليها نظام الحكم في سوريا.

اقرأ أيضاً وشاهد #فيديو الاعلامية الموالية ماغي خزام تفضح رامي مخلوف ..