لارا أحمد

تزامن رمضان الموافق لسنة 1441 هجري أو 2020 ميلادي مع حدث إنسانيّ لا يتكرّر كلّ حين، هو انتشار فيروس يُدعى الكورونا أو كوفيد-19.

يؤمن النّاس بوازع فطريّ أن الأزمات حروباً كانت أوبئة أو مجاعات تُخرج أفضل ما في الإنسان الجماعي وأسوأ ما فيه، وهو ما حدث تماماً في فلسطين.

"كلّ محنة ظاهرة هي منحة خفية".

هُناك جمال جانبيّ في كلّ قصّة معاناة أو ألم أو تضحية، ذاك أنّ مسار الإنسان مخضّب بالعذابات والآلام، لأمر الذي يحيي ضمير الكثير من النّاس.

من فلسطين تحديداً، كانت أزمة فيروس الكورونا تُرجماناً حيّاً لهذه المعاني، وفي رمضان تحديداً، شهر الكرم والإحسان، تعزّز المدّ الشعبي التضامني، وتضاعفت التبرّعات الممنوحة سواءً من رجال أعمال أو شركات، وكأنّ هؤلاء ينتظرون دخول شهر رمضان لمضاعفة الأجر

وعلى سبيل المثال، تبرع رجل أعمال من رام الله بمجموعة من الاختبارات لتحديد المصابين بالفيروس، وتُعد هذه الاختبارات بالمئات.

من ناحية أخرى، ساهم البنك العربي وذراعه الاستثماري، مجموعة العربي للاستثمار، بمبلغ 200 ألف دينار "Standing Strong" للغرض ذاته، بالإضافة إلى ذلك، تبرع الفلسطينيون المقيمون في تشيلي بمبلغ 500 ألف دولار لوزارة الصحة الفلسطينية.

كلّ هذه التبرّعات وغيرها تُبرز قوّة الشعب الفلسطيني وتألّق ضميره في هذه الأوقات العصيبة، لن تنجح الدولة بمفردها في مواجهة الخطر، ولا تزال الفرصة مفتوحة أمام الجميع للمساهمة في تخضيب المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني بنضالات جديدة، تختلف في الشكل والنوع لكنّها تصبّ في الغاية ذاتها: مصلحة الشعب الفلسطيني العظيم.