عرقلت الولايات المُتحدة الأمريكية الجمعة في مجلس الأمن الدولي مسارًا كان سيقود إلى التصويت على مشروع قرار يدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" في ظلّ تفشي كوفيد-19.
وذكرت أمريكا لبقية أعضاء مجلس الأمن إنه "لا يمكنها دعم مشروع القرار الحالي"، مما أثار دهشتهم، بحسب ما نقل دبلوماسيون والذين عزوا الخطوة الأميركية إلى الخلافات المتواصلة مع الصين بشأن الشفافية.
وقبلت واشنطن الخميس الماضي صيغة توافقية للإشارة إلى منظمة الصحة العالمية بشكل غير مباشر في المشروع، مما يعني تجاوز الخلاف الممتد منذ أسابيع بينها وبين الصين، وبدا أن المسار الذي قطعته واشنطن يقود إلى طرح النص على التصويت.
وبينت مصادر أن واشنطن عبّرت يوم الجمعة عن رغبتها في العودة إلى النسخة الأولى للمشروع التي تشمل دعوة إلى انتهاج "الشفافية" في التعاون.
ويدعو مشروع القرار الذي طرحته تونس وفرنسا أمام مجلس الأمن منذ 22 أبريل/نيسان الماضي، بـ "تعزيز التنسيق" بين أعضاء الأمم المتحدة، فيما يؤكد على "الضرورة العاجلة لدعم جميع الدول والكيانات ذات الصلة ضمن نظام الأمم المتحدة، بما فيها وكالات الصحة المتخصصة".
ويطالب المشروع أيضاً بوقف عام وفوري للأعمال العدائية في النزاعات الجارية في عدد من مناطق العالم، ويشمل ذلك هدنة لمدة 30 يوما.
ويأتي المشروع التونسي الفرنسي بعد مفاوضات استغرقت نحو شهر بشأن مشروعين متنافسين، الأول تقدمت به الدول العشر غير دائمة العضوية بمبادرة من تونس، والثاني مبادرة من فرنسا مع دول أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وعدت تونس وفرنسا أن هذه الصيغة التي لا تشير مباشرة إلى منظمة الصحة العالمية وتذكرها فقط بشكل غير مباشر، تمثل حلاً وسطًا لنيل الموافقة النهائية للولايات المتحدة والصين على المشروع.
وظهرت المفاوضات بطيئة ومتعثرة منذ طرح المشروع في ظل إصرار كل من روسيا والصين على أن يتعامل مجلس الأمن مع قضية مكافحة وباء كورونا بوصفها مسألة صحية واقتصادية فقط، فيما تتهم واشنطن منظمة الصحة العالمية بعدم انتهاج الشفافية والتأخر في تحذير العالم من تداعيات كوفيد-19، في المقابل، تريد بكين التشديد على أهمية المنظمة في مكافحة الجائحة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل شهر إلى وقف إطلاق نار شامل في العالم، لتوفير أفضل الظروف للتصدي لفيروس كورونا.