الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

محللون لـ"آرام": "قسد" تُفجِّر مناطق "نبع السلام"

05 نوفمبر 2019، 09:21 ص
تفجير تل أبيض في الرقة
تفجير تل أبيض في الرقة

عائشة صبري

صحفية سورية

05 نوفمبر 2019 . الساعة 09:21 ص

عائشة صبري – خاص آرام

أجمع محللون سياسيون وعسكريون أن ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تقف وراء عمليات التفجير في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري، وأن هدفها الرئيسي من ذلك هو خلق نوع من الإرباك للقوات المسيطرة حديثاً على منطقة "نبع السلام".

وشهدت مدينة تل أبيض شمالي الرقة، السبت الماضي، تفجيراً بسيارة مفخخة في السوق الرئيسي للمدينة، أسفر عن استشهاد 14 مدنياً وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب الدمار الواسع في المحال التجارية والمنازل السكنية.

ويرى هؤلاء في تصريحات متفرقة لـ"آرام" أن التفجيرات الأخيرة والتي كان أبرزها في محافظتي الرقة والحسكة شمالي شرقي سوريا تهدف أيضاً لإشغال الجيش الوطني في أمور جانبية، وخلخلة الوضع الأمني، وخلق اتجاه سلبي ضد قوات الجيش الوطني والجيش التركي.

وقال رئيس المسار العسكري في مركز "طوران" للدراسات النقيب رشيد الحوراني إن: "أربع سنوات مضت على سيطرة ميليشيا (قسد) على المنطقة التي خضعت لقوى الجيش الوطني مؤخراً، ولم يحدث خلالها أي تفجير أو مفخخة من النوع الذي يقع اليوم".

وأضاف لـ"آرام" أن "قسد تمتلك جهاز الاستخبارات العسكرية، وصحيح هو غير ناجح في مجال العمليات العسكرية وجمع المعلومات التي تفيد ذلك، لكنه نشط وفعال في تكوين الخلايا وملاحقة المعارضين لها".

وتابع "بناء على البندين السابقين تقف قسد وراء التفجيرات التي تحدث في منطقة نبع السلام، خاصة إذا ما علمنا أن قوات الجيش الوطني في أواخر الشهر الماضي تمكنت من تدمير سيارة مخففة تابعة لقسد في منطقة تل أبيض".

وبين أن الهدف أيضاً هو خلق نوع من الإرباك للقوات المسيطرة حديثاً، و إشغالها في أمور جانبية، مشدداً على أنه يحاول إيصال رسالة للحاضنة الشعبية على قدرة "قسد" والتأثير أيضاً على الداخل التركي الذي استشهد بعض عناصره بمثل هذه المتفجرات.

لن تنعم بالسلام

من جهته، رأى الصحفي السوري بسام الرحال أنه "لا يخفى على الكثيرين أن قادة الميليشيات الكردية لطالما هددوا المناطق التي حررها الجيش الوطني السوري بدعم من تركيا بأنها لن تنعم بالسلام وأن التفجيرات ستطالها في كل فترة".

وبينَّ أن الهدف هو الانتقام على طردهم من تلك المناطق التي عادت لأهلها، قائلاً: "لا بد من رفع حالة التأهب من القوات الأمنية التابعة للجيش الوطني لإحباط أي عملية تفجير مستقبلية تستهدف المدنيين".

ووجه الرحال أصابع الاتهام للميليشيات الكردية بالتفجيرات التي تحصل بريف حلب وفي مناطق درع الفرات وغصن الزيتون وحالياً في نبع السلام، مشيراً إلى أن تفجيرات مُشابهة حدثت في عفرين تبنتها ما تسمى "عمليات "غضب الزيتون" التابعة لـ"قسد".

وقال: "المتهم الأول في تلك التفجيرات هو تلك الميليشيات التي عملت على طعن الثورة والثوار بعد أن استشعرت أنها قوة لا تُقهر نتيجة الدعم العسكري واللوجستي الذي كان يقدم لها الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف "لولا الدعم التي تقدمة الولايات المتحدة الأمريكية للميليشيات التي تصنفها تركيا بالإرهابية لما كان باستطاعتهم استهداف عمق مناطق الجيش الوطني بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، والتي تحتاج إلى معدات لوجستية ومبالغ مالية كبيرة لإتمام هذه العمليات".

وبين أن دموية الانفجار الذي ضرب تل أبيض يؤكد حقد تلك المليشيات على الثورة والثوار، مؤكداً أن تحميل تركيا للولايات المتحدة مسؤولية تفجير تل أبيض له دلالته السياسية وأبرزها أن الدعم الموجهة من الأخيرة ساهم في استشهاد وجرح المئات.

عمليات متواصلة

ويوافق رأي الرحال، الناشط السياسي سامر سليمان (سامر الحمصي) بقوله إن: "عمليات التفجير مُتواصلة وليست بالجديدة في المناطق المحررة"، مبيناً أن امتداد تلك التفجيرات إلى المناطق المحررة هو دليل على ضلوع ميليشيا "قسد" فيها.

وتوقع تصاعد التفجيرات خلال الأيام القادمة بسبب استمرار المعارك وانتشار الخلايا النائمة التابعة لـ"قسد"، بالإضافة لحالة الانفلات الأمني التي تعيشها تلك المناطق، مبيناً أن تصريحات "قسد" بأن ضحايا التفجيرات هم من الإرهابيين والمجرمين مؤشر واضح على ذلك.

وأضاف "الميليشيات الكردية هي من تقصف وراء، وذلك بسبب حالة التشفي من ضحايا التفجيرات، وأيضاً توقيت حدوثها عقب تحرير المناطق، بالإضافة لمحاولة زعزعة المناطق المحررة وإظهار الجيش السوري الحر ومن خلفه تركيا بالعاجزين عن حماية مناطقهم وتحقيق الأمان فيها".

وأوضح أن تركيا التي تصنّف ميليشيات قسد على قوائم الإرهاب تحاول بذلك توجيه تهماً لأمريكا بدعمها للإرهاب، ودفعها بإيقاف أي شكل من أشكال الدعم لهذه الميليشيات، "لذلك تواصل تركيا بالتركيز على أن توعية السلاح الموجود لدى الميليشيات الكردية هو سلاح أمريكي".

وبيّن "سامر الحمصي" أن "أمريكا لن تستطيع إيقاف التفجيرات، فهي فقدت القدرة على التحكم بتلك الميليشيات عقب انطلاق عملية نبع السلام، وهو ما اعتبرته الميليشيات تخلي أمريكي عنها بشكل واضح لصالح تركيا، ما دفعها للبحث عن حلفاء جدد متمثلين بنظام الأسد وروسيا".

وارتفعت وتيرة الانفجارات شمال شرقي سوريا، عقب العملية العسكرية التركية "نبع السلام"، في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 والتي انتهت بوقف إطلاق نار وانسحاب الميليشيات الكردية الانفصالية من الحدود التركية بعمق 32 كيلو متراً.

واستمرت الانفجارات في مناطق "نبع السلام" دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه العمليات، مع توجيه أصابع الاتهام لميليشيا "قسد"، التي صرحت قياداتها بأكثر من مناسبة بأن المناطق التي سيطرت عليها تركيا شرقي الفرات لن تنعم بالهدوء والسلام.