الأربعاء 01 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.63 ليرة تركية / يورو
40.52 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.91 ليرة تركية / ريال قطري
8.65 ليرة تركية / الريال السعودي
32.46 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.63
جنيه إسترليني 40.52
ريال قطري 8.91
الريال السعودي 8.65
دولار أمريكي 32.46
...

مظاهرات السويداء .. ما كلهم ثائر وما كلنا حجي مارع والساروت

08 يونيو 2020، 01:13 م

لا أدري صراحة ما الذي يدفع بعض السوريين للتعليق بسلبية مقيتة على كل حدث يخص أي حراك أو نشاط ضد النظام في مناطق سيطرته، ولو أراد النظام أن يكتب بأقلامهم ما يريده، لما زاد على ما سطّروه هم بأيديهم. 

حسناً؛ من هو الذي قارن بين ثورتكم وحراكهم؟ ومن قال إنهم ثاروا لأجل الكرامة والحرية، حتى تعيروهم بجوعهم وفقرهم وكأننا سلمنا منه في الشمال المحرر! 
ومن أعطاكم أنتم الوصاية على الوطن، حتى تقبلوا الثورة من هذا وترفضوها من ذلك  وتنعتوه بهذه الألفاظ الشنيعة، وكأنه ارتكب جريمة ما، إنه خرج على جلّادكم ذاته، غاضباً من أجل قوته وقوت عياله.

وهل إذا خمدت الثورة نهائياً لا قدر الله وثار السوريون بعد عشرة أعوام سنقول لهم: توقفوا؛ أنتم لم تخرجوا معنا يوم ثرنا .. إذن لصح أيضاً قول بعض الحمويين _على قلتهم أيضاً_ من نفس زمرة بعض السوريين الذين أتحدث عنهم هنا الآن، ممن كان يقول بداية الثورة "عندما خرجنا منذ ثلاثين عاماً لم تخرجوا معنا".

أنا لا أزعم هنا، بل هم أنفسهم (أصحاب الحراك) لا يزعمون أنهم متابعون لثورة 2011 في أسبابها التي أخرجتنا منذ تسعة أعوام، ولا هم يزاحمونكم عليها وليتهم يفعلون، وربما بعض منهم لا يرضى بها،  وبعضهم وافقها واختار أن يصمت طيلة السنوات خوفاً على حياته؛ فأخرجه الفقر مضطراً لا مختاراً؛ ولكن ما يجب أن نؤمن به، أنّ كلّ صرخة ضد هذا النظام المجرم هي في محلّ ترحيب لدينا، وإنه لم يزعزع النظام بشيء كما فعلت المظاهرات السلمية خاصة تلك التي من داخله، والمظاهرات إذا قوبلت بالعنف وسالت الدماء مرة أخرى، لن تتوقف على كونها مظاهرات.

لا أرفع سقف التوقعات هنا، ولا أخفضها ولا أبريء الذين يخرجون أنفسهم من ذنب صمتهم كل هذه السنوات _ ولا أتكلم هنا طبعاً عن المجرمين الذين أوغلوا بدمائنا_ لكن إذا كنا نحلم بوطن حرّ حدوده هي سوريا كلها، فعلينا أن نضغط على جراحنا وننسى أو نتناسى ما ابتلينا به بسبب صمتهم، والذين صمتوا في سوريا، نحن لا نبلغ نصيفهم ولا أقلَّ في العدد وهم القوام البشري لأكثر الجغرافية السورية الآن، وإن كنا أكبر منهم حباً للوطن والحرية والكرامة، ولكن النظام مآله السقوط، وسيجمعنا وطنٌ واحدٌ مجدداً  

الثورة أمر كبير لا يبلغه أيُّ أحد، ولا ينتظر من الجميع اللحاق بها، ولا يبلغ ربما في التاريخ البشري كله عدد المشاركين في ثورةٍ ما نصفَ الشعب أو حتى ربعه، ويقال إن الثورة الفرنسية لم يبلغ المشاركون فيها (1 بالمئة) من مجموع فرنسا كلها؛ ولدينا أعظم من هذا الرقم بكثير، فلا تبالغوا بالتوقعات وبالمأمول من شجاعة الناس فما كلهم يحب التضحية أو يستطيعها، وما كلهم ثائر ولا نحن كلنا الحجي مارع والساروت، إنما هي هممٌ ونفوس تصغر وتكبر، فتثور أو تتأخر حتى إذا لم يعد هناك ما تخسره.
فليست مشكلتنا مع الذين تأخروا في غضبهم، وليست المشكلة مع سبب غضبهم، فنكون كالذي يريد قتل الناطور بدلاً من جني العنب، إنما سيجمعنا هدفٌ واحد وهو إسقاط هذا النظام.