أكدت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية أن بشار الأسد يواجه أكبر تحد له منذ اندلاع الثورة السورية قبل تسعة أعوام، مشددةً على أن سكان العاصمة دمشق ظلوا ولسنوات بعيدين عن الحرب المشتعلة التي كانت تجري في مكان ناء عنهم.

وقالت الصحفية في تقرير نشره موقع "عربي21" الإثنين، "في الوقت الذي كانت تتعرض فيه مدن في البلاد للقصف المدفعي والجوي ويشرد أهلها، كان سكان العاصمة يتجولون في السوق القديم ويصلون في المسجد الأموي العريق".

ولفتت إلى أن درجات حرية التنقل تتفاوت بشكل نسبي حتى تغير كل هذا بسبب قانون "قيصر" الذي سيسري مفعوله في هذا الأسبوع، ووصول فيروس كورونا"، مبينةً أن الناس في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد بدأت تشعر بالمعاناة مثل بقية البلاد.

وأشارت إلى أن معاناة المواطنين مختلفة من ناحية ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت بشكل غير مسبوق، في تحد خطير لرئاسة نظام الأسد .

وذكرت الصحيفة البريطانية عن المحلل الاقتصادي والباحث في معهد الشرق الأوسط كريم شعار قوله: "ما فعله الوضع الاقتصادي من ناحية انخفاض شعبية الأسد في ستة أشهر لم يتم تحقيقه طوال فترة الحرب".

اقرأ: نظام الأسد يهدد بمعاقبة كل من يعبث "بقوت الشعب"

في حين أشارت الصحيفة إلى مزيج من الأزمات التي عجلت بالانهيار الإقتصادي لا سيما العقوبات الأمريكية وكوفيد-19 والانهيار الاقتصادي في لبنان، ما أثر على قيمة العملة السورية وأفقدها نسبة 60 في المئة من قيمتها.

وبدأ الناس الذين يعيشون في مناطق النظام يشعرون بأثر زيادة الأسعار ويقول السكان إن سعر كيلو الأرز تضاعف منذ عدة أشهر.

ففي بلد يعد فيه 83% من السكان فقراء، فإن زيادة أسعار المواد الغذائية مثل الخبز وزيت الطعام والمواد الطبية يعد مشكلة للكثير منهم.

للمزيد من الأسعار: رغم تحسّن الليرة.. الأسعار في أسواق دمشق لا تزال مرتفعة

وتزامن مع انخفاض سعر العملة، انتشار تظاهرات في مدن مثل السويداء التي يعيش فيها أبناء الطائفة الدرزية وظلت بعيدة عن الحرب. وظهرت لقطات فيديو لمتظاهرين يهتفون بشعارات معادية للأسد

ورأت الصحيفة أن الصدع بين الأسد وابن خاله الملياردير رامي مخلوف فاقم من الأوضاع، وكذلك كوفيد-19 الذي دفع السلطات لإغلاق المحلات وحجر الناس بالبيوت.

وخلال الأسبوع الماضي، عزل الأسد وبطريقة مفاجئة رئيس الوزراء عماد خميس، بعد أربعة أعوام من تعيينه، وعقبت الصحيفة على ذلك بأن عائلة الأسد لم تكن تأمل بسوريا ما بعد الحرب كهذه. وكانت رسالة الأسد واضحة منذ بداية الحرب، إما الأمن والاستقرار في ظل نظامه أو الحرب والراديكالية.

وأكدت أن الأسد بعد استعادته السيطرة على المناطق التي خسرها، يواجه حاليا نكسات كبيرة، مشيرة أن العقوبات الأمريكية التي ستطبق هذا الشهر أخافت رجال الأعمال. فقانون قيصر لا يستثني الشركات ورجال الأعمال في الخارج ممن يعقدون صفقات تجارية مع شركات سورية من المعاقبة.

يُذكر أن سوريا تعيش بعد نحو عقد من الحرب حالة من الانهيار الاقتصادي تحت وطأة عقوبات غربية منذ سنوات، وفساد الحكومة، والاقتتال الداخلي، والجائحة وتراجع اقتصادي فاقمته الأزمة المالية في لبنان، رابط سوريا الرئيسي مع العالم الخارجي.

وتراجعت الليرة السورية إلى مستوى قياسي بلغ 3500 ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء، مقارنة بنحو 700 ليرة مستهل العام، وبات من الصعب إيجاد بعض السلع الأساسية كالسكر والأرز والدواء.

تعرف على قيمة الليرة السورية: أسعار العملات الأجنبية أمام الليرة السورية 15/6/2020

وعقب خبراء على تهاوي الاقتصاد السوري قائلين إن العقوبات الجديدة ستمثل ضربة قوية للبلاد التي يعيش 80 بالمائة من سكانها بالفعل تحت خط الفقر، إذ يحصلون على أقل من 100 دولار شهريًا، وفق الأمم المتحدة.

شاهد: غريغور الأسد _ المحتال الذي باع بلدًا مزيفًا بأكمله _ بماذا يشبه حكام العرب؟