كشف موقع "نيوز ري" الروسي في تقرير له أن اجتماعات الروس مع ممثلين عن الطائفة العلوية باتت تؤرق عائلة بشار الأسد، بسبب خوفها من فقدان مكانتها كممثل أوحد للطائفة في سوريا.
وقال الموقع إن أحد المشاركين في هذه الاجتماعات، وهو المحامي عيسى إبراهيم مستشار "حركة الشغل المدني"، كشف عن تلقيه تهديدات من نظام الأسد، وفقاً لـ "عربي21".
ونقل الموقع عن إبراهيم بعد مشاركته في الاجتماعات التي جرت في مقر البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة في جنيف، أنه تلقى تهديدات مباشرة بالاغتيال من مقربين من النظام.
وأضاف أن بعض الأطراف في دمشق توعدته بالانتقام، بسبب ما اعتبره النظام تجاوزاً لـ"الخطوط الحمر" من خلال اتصالاته واجتماعاته مع المسؤولين الروس.
وبحسب إبراهيم، فإن بشار الأسد يرى في هذه اللقاءات تهديداً لمكانته كممثل شرعي للطائفة العلوية ومدافع عن مصالحها، خاصة أن الأمر يتعلق باجتماعات مع الحليف الأول له عسكرياً وسياسياً.
وأكد عيسى إبراهيم أن الجانب الروسي أصبح يشعر باستياء كبير من الشعور المتنامي داخل الطائفة العلوية بأن الروس يدافعون فقط عن نظام الأسد، وليس عن الشعب والدولة السورية ككيان.
وأشار الموقع إلى أن التقارير تفيد بأن الدبلوماسيين الروس يتطلعون إلى عقد اجتماعات مع جميع الأطراف المتنازعة في سوريا للتعرف على المواقف والرؤى المختلفة بشأن مستقبل البلاد، مع التمسك بمركزية الدولة وعدم تقسيم سوريا.
وأوضح أن الضغوط التي يمارسها النظام في الوقت الراهن على الطائفة العلوية ولّدت تياراً معارضاً له من داخل طائفته، وقد تجلت الخلافات الداخلية بشكل كبير بعد أزمة رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد الذي أصبح في مرمى الاتهامات بالفساد وهو ما يُنذر بتفاقم الوضع.
من جانبه، أكد الصحفي بسام اليوسف وهو من أبناء الطائفة العلوية، أن الاجتماعات التي تعقدها روسيا مع فصائل المعارضة السورية تمهد الطريق لمفاوضات أوسع لتحديد ملامح مستقبل سوريا.
ولفت اليوسف إلى أن الدبلوماسية الروسية تسعى حسب رأيه لتسوية الخلافات بين مختلف أطياف المعارضة السورية من أجل إطلاق العملية السياسية وإيجاد مخرج للأزمة القائمة في البلاد.
اقرأ أيضاً: أيديولوجية "قسد" و"تحرير الشام".. هل تقبل تغييراً حقيقياً؟
ورأى الموقع الروسي إلى أن موقف موسكو من نظام بشار الأسد في ظل الوضع الراهن يلفه الغموض، حيث أعلنت روسيا منذ فترة طويلة عن رغبتها في أن يتم الانتقال السياسي بالبلاد لكن دون تقديم رؤية واضحة عن كيفية حدوث هذا الانتقال.
وخلُص الموقع في ختام تقريره إلى أن التهديدات التي يتعرض لها المشاركون في اجتماعات جنيف مع المسؤولين الروس تدل على أن نظام الأسد بدأ يدرك أن روسيا ترغب في إحداث تغيير حقيقي في تركيبة السلطة.
شاهد إصداراتنا:
