لارا أحمد:
لأوّل مرّة منذ سنوات طويلة، صار الحديث عن توحيد الفصائل الفلسطينية أقرب للواقع منه إلى الخيال. استبشر الكثير من الفلسطينيّين وغير الفلسطينيّين بلقاء الرجوب ممثلاً عن فتح والعاروري عن حماس، واعتبره البعض لقاء تاريخيّاً. في المقابل لا يزال الكثيرون متمسّكين باستحالة التقاء فتح مع حماس على قاعدة شراكة حقيقية.
أعلن الرجوب مؤخراً عزمه وعزم حركته تنظيم مظاهرة مشتركة بمعيّة حماس وبقية الفصائل السياسية، من أجل إرسال رسالة وحدة داخل فلسطين وخارجها. أيد كثيرون هذه الحركة الرمزية، واعتبروها ضرورية في هذه الظروف التي تتسم بالتوتر وغياب الثقة.
إلا أن هناك حديثاً انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية عن مخططات حماس لاستغلال هذه التظاهرة من أجل تحقيق مصالح حزبية ضيقة. إذ صرّح بعض المسؤولين المنتمين لحماس والمقرّبين من يحيى السنوار عزمهم رفع شعارات حماس وأعلامها في هذه التظاهرة الوطنية، وأنه سيقع توزيع هذه الأعلام دون قيود أو شروط.
وحسب مصادرنا، يعزم الجناح العسكري لحركة حماس تنظيم عرض عسكري لاستعراض قوّته، وذلك قبل المسيرة ذاتها. تريد حماس بثّ هذا العرض في جميع أنحاء العالم العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من شأن هذه الحركات الفردية توتير الأجواء بين الفرقاء السياسيّين في فلسطين، والدفع نحو تبديد أجواء الوحدة التي يُراد خلقها في فلسطين. هل تتراجع حماس عن هذه الممارسات التي قد تستفز فتح وباقي الفصائل، أم أنها ستواصل في هذا المسار الذي لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني؟