الجمعة 26 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

معاناة إدلب.. والعملات المتداولة تزيد "الطين بلة"!

28 يوليو 2020، 10:43 م
معاناة إدلب والعملات المتداولة.
معاناة إدلب والعملات المتداولة.

عائشة صبري

صحفية سورية

28 يوليو 2020 . الساعة 10:43 م

عائشة صبري – آرام

معاناةٌ جديدةٌ تُثقل كاهل أهالي محافظة إدلب شمالي سوريا، تتمثل بتعدد العملات المتداولة في أيديهم، في أعقاب انهيار العملة المحلية وانتشار العملة التركية إلى جانب الدولار الأمريكي في المنطقة.

تأتي تلك المعضلة وسط انتشار البطالة وشُح المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، لا سيّما بعد توقف دخولها من خلال المعابر التابعة للفصائل الثورية.

أهالي وناشطون من إدلب أوضحوا لـ"آرام" أنَّهم كانوا يطمحون مع بدء تداول العملة التركية، إلى إلغاء الليرة السورية بشكل كامل كي تتوقف خسارتهم بصرف العملة المتهاوية، لكن ذلك ما يزال حلمًا صعبَ المنال، حسب تعبيرهم.

عبد الحكيم الدغيم، المُدرس والمقيم بمخيمات دير حسان شمال إدلب، يقول "نتداول ثلاث عُملات، فهناك بضائع لا تباع إلا بالدولار مثل الإلكترونيات، وبضائع لا تباع إلا بالتركي مثل المحروقات وبعض أنواع الألبسة، وبضائع بالسوري مثل الخضار والمأكولات".

ويضيف الدغيم في حديثه لـ"آرام"، "منذ ذهابنا لأول مرة للصراف لنحول الليرة السورية إلى التركية، كان يربح ستين ليرة سورية زيادة عن سعر الصرف، في فرق واضح بين إدلب وشمال حلب".

مطلب شعبي

وتابع أنَّ "العملة التركية باتت كالدولار بسعر البيع والشراء، لكنَّها للأسف لم تحلّ محل السورية بعد بدء استخدامها للحفاظ على مدخرات الأهالي، وهذا كان مطلبًا شعبيًا للتخلص من عملة نظام الأسد".

وأشار إلى أنَّ سعر ربطة الخبز ليرتين تركيتين، وإن بيعت بالسوري فسعرها 800 ليرة، رغم أنَّ صرف الليرة التركية بـ 320 ليرة، وبالتالي يجب أن تباع بـ 640 ليرة، لكن البائع يحسب الصرف على الدولار.

وأوضح أنَّه لا يمكن التخلُّص من هذه المشكلة إلّا في حال الارتياح الكامل من الليرة السورية، وفرض العملة التركية في البيع والشراء، دون فرق في الربح خلال عملية الصرف، وفق قوله.

تفاوت أسعار

بدورها، أكدت الصحفية المقيمة بمدينة إدلب سلوى عبد الرحمن، أنَّ المشكلة الأساسية التي يعاني منها الأهالي، هي سعر الصرف العشوائي، فمثلًا الليرة التركية تصرف بـ 350 أو 400 ليرة سورية وبالتالي يتحكم الصراف بسعر الصرف.

وتابعت في حديثها لـ"آرام"، "إذا أردت أن تشتري أشياءً صغيرةً مثل قداحة أو بسكويت لأطفالك أو قطعة ثلج فعليك أن تدفع بالسوري، أمَّا إذا أردت أن تملأ سيارتك أو دراجتك النارية بالبنزين فعليك أن تدفع بالتركي".

فيما بيَّنت أنَّ عمليات الشراء الكبيرة لا تتم إلا بالدولار، وخاصة الإلكترونيات، حيث إن أردت الدفع بالتركي، يتوجب عليك دفع قيمة القطعة بالدولار.

وضربت مثالًا عند شرائها "خبز توست" ستكون قيمته 450 ليرة سورية، وهو ما يعادل ليرة ونصف الليرة بالتركي، لكن بائعًا آخر يطلب قيمته 550 ليرة سورية، حسب صرفه للعملة التركية.

وذكرت أنَّ التلاعب بالأسعار يحصل من قبل بعض الباعة والتجار والصرافين، لذلك يجب ضبط محلات الصرافة عبر تحديد وتعميم سعر الصرف، ومراقبته من قبل الجهات المعنية، كي يتم الحدّ من هذه المشكلة.

اقرأ أيضًا: اعتماد الليرة التركية في الشمال السوري.. المسار والأسباب والأثر

من جانبه، وافق الصحفي بسام الرحال أحد مهجري مدينة حمص ويقيم في إدلب "عبد الرحمن" في أنَّ تعدد العملات أصبح يؤرق سكان المنطقة، ولا بدَّ لأي شخص يعيش في الشمال السوري أن يحمل معه عملة سورية وعملة تركية، إضافة للدولار.

وأكد "الرحال" لـ"آرام" أنَّه من الضرورة اعتماد عملة واحد فقط، وإلزام السكان بها، للتخلص من العشوائية في التعاملات المالية، مشيرًا إلى أنَّ العملة التركية هي المرشحة لأن تكون البديلة لما تتمتع به من استقرار بسعر الصرف، وتوفر قطع صغيرة وكبيرة منها.

انخفاض المعاناة

من جهته، بيَّن المحامي محمد سليمان دحلا المهجّر من غوطة دمشق الشرقية إلى شمال حلب، أنَّ تلك المعاناة كان سببها التفاوت الحاد في سعر الصرف بين عشية وضحاها، خاصة بعد تطبيق قانون العقوبات الأمريكية "قيصر" في 17 يونيو/حزيران الفائت.

وقال لـ"آرام": إنَّ "تحسُّن سعر صرف الليرة الأسدية نسبيًا، -وهو شبه مستقر منذ ثلاثة أسابيع-، سيُخفّف معاناة تقلّب سعر الصرف، خاصةً بعد أن دأب الجميع على تحويل المبالغ الصغيرة إلى العملة التركية والكبيرة إلى الدولار.

واستدرك أنَّ "المعاناة الكبيرة سببها انخفاض القدرة الشرائية أساسًا، خاصة مع تدهور سعر الليرة الأسدية بالنسبة للعمال المياومين، ولكن تدريجيًا تحسّنت الأجور عندما تم اعتماد العملة التركية كمقياس لها".

ونوَّه إلى الثبات النسبي لأسعار السلع التي عادت إلى قانون العرض والطلب وقياس قيمتها على أساس العملة التركية أو الدولار، معتقدًا أنَّ استبدال عملة التداول جارٍ تدريجيًا وبشكل طبيعي بعد طرح كميات جيدة من العملة التركية للفئات الصغيرة".

وأشار "دحلا" إلى أنَّ اعتماد الليرة التركية، في المدى القريب أو المتوسط قد يحدث بشكل تلقائي ربما، لكن استبدال العملة بشكل رسمي هو أمر صعب، ومعقد ويحتاج إلى بنوك وقرار سياسي وهذا غير متوفر.

اقرأ أيضًا: نازح في إدلب ينتحر بسبب الفقر وضيق المعيشة

يُذكر أنَّ نحو أربعة مليون نسمة يعيشون بمنطقة إدلب، وقسم كبير منهم مهجّرون من مناطق أخرى سيطر عليها نظام الأسد عبر "اتفاقات التسوية"، ويعانون من ضائقة مادية كبيرة خاصة لانعدام فرص العمل بسبب الهجمات التي يشنّها النظام، وتوتر الأوضاع عمومًا.

ولجأ سكان إدلب، إلى التعامل بالليرة التركية عقب انهيار الليرة السورية، وذلك بهدف ضبط السوق ومنع التلاعب نتيجة فروق تصريف العملة، إلا أنَّ تعاملها ما يزال يشهد صعوبة نتيجة بقاء تداول الليرة السورية، إضافة لسيطرة الدولار الأمريكي على الأسواق المالية بشكل كبير.

شاهد إصداراتنا: مسلسلات سورية شوهت الدولة العثمانية