السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

الدولة العميقة في روسيا

04 اغسطس 2020، 03:34 م

الدولة العميقة أو الدولة المتجذرة أو دولة بداخل دولة، مفهوم شائع غير اختصاصي يُستخدم لوصف أجهزة حكم غير منتخبة تتحكم بمصير الدولة (كالجيش أو المؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية أو الأحزاب الحاكمة)، وقد تتكون الدولة العميقة بهدف مؤامراتي أو بهدف مشروع كالحفاظ على مصالح الدولة كنظام حكم.

 
نشأ مصطلح الدولة العميقة أولا في تركيا في تسعينيات القرن الماضي للتعبير عن شبكات من المجموعات وضباط القوات المسلحة الذين أخذوا على عاتقهم حماية علمانية الدولة التركية بعد قيامها على يد مصطفى كمال أتاتورك ومحاربة أي حركة أو فكر أو حزب أو حكومة تهدد مبادئ الدولة التركية العلمانية، وكان ذلك أول تعريف وظهور لمفهوم الدولة العميقة.
 
مفهوم الدولة العميقة كان موجوداً من زمن الإمبراطورية الروسية بسبب وجود مجموعات سرية تحاول صناعة انقلابات على الإمبراطورية الروسية مثل الديسمبريون (ديكابريستي) والاخوة الماسون بنشر أفكارهم داخل المجتمع الروسي واستغلال عقول الشباب.
 
محاولة الانقلابات في روسيا كانت عديدة من انقلاب الفاشل للديكابريستي إلى انقلاب البلشفيين، كان لهم هدف واحد هو تغيير نظام الحكم ولكن بطرق ثورية.
 
روسيا في زمن بوتين تحولت إلى دولة مافيوية يحكمها مجموعة من رجال الأعمال الذين استغلوا الوضع الاقتصادي في روسيا في التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسيطروا على الاقتصاد الروسي والشركات المختلفة التي تحولت من حكومية إلى خاصة، أفضل مثال على ذلك هو بوريس بيريزوفسكي، برز بيريزوفسكي في فترة الإصلاح الاقتصادي (البيريسترويكا) حيث عمل في مجال تجارة السيارات التي تنتجها شركة أوتوفاز الحكومية لصناعة السيارات. كما ترأس شركة وساطة (تدعى لوجوفاز) قامت بعمليات تصدير ومن ثم إعادة استيراد السيارات الروسية بشكل وهمي. عام 1994 ترأس بيريزوفسكي "تحالف سيارات كل روسيا" (AVVA) سيء الصيت حيث بادر إلى إطلاق مشروع "السيارة الوطنية". والنتيجة كانت بيع أسهم لمصنع لم يتم إنشاؤه أصلاً وتكبد المستثمرون خسائر بنحو 50 مليون دولار.
 
ووفقاً لصحيفة كوميرسانت الروسية عام 2002 فإن اليهود الروس (من أمثال بوريس بيريزوفسكي) قد استفادوا بشكل هائل من خصخصة ممتلكات الدولة الروسية والتي بيعت لهم بأسعار بخسة. حيث تشير الصحيفة إلى أن أملاك اليهود الروس في الاقتصاد الروسي في ذلك الوقت بلغت 70% في قطاع النفط والغاز الطبيعي، 100% في قطاع السماد الزراعي، 80% في قطاع صناعة السيارات، %60 في قطاع صناعة الطيران المدني، %85 في قطاع الأخشاب، 70% في قطاع البنوك والمصارف، %80 في قطاع شركات التأمين، %65 في قطاع الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع. وقد أشارت بعض المصادر إلى أن خسائر روسيا حتى عام 1999 من برامج الخصخصة تلك بلغت ثلاث تريليونات دولار (3000 مليار دولار). وقد أتاح هذا الثراء الفاحش والسريع لتلك القلة أن تحظى بنفوذ كبير في الحياة السياسة الروسية زمن الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين.
 
الوضع الحالي في روسيا لم يتغير كثيراً عما كان عليه في الاتحاد السوفيتي فالمافيا التي كانت شيوعية تحولت إلى رأس مالية ولم تغير الكثير في الاقتصاد الروسي فقط تحول السوق الروسي إلى سوق مفتوح يعطي للشركات الخاصة العمل ولكن الفساد الاقتصادي يعيق الازدهار الاقتصادي في روسيا وأيضا لا نستطيع أن ننسى بأن النظام السياسي المافيوي في روسيا يضغط على المشاريع التجارية الصغيرة ويحاول التخلص منها من أجل شخصيات تابعة للحكومة ما يضر الاقتصاد كثيرا.
 
أهم شخصية في الدولة العميقة الروسية الحالية هو يفغيني بريغوجين الذي يمول الشركات الروسية العسكرية الخاصة ويقود السياسات الروسية الخارجية ومن المعروف بأن بريغوجين يمول "فاغنر" للحرب في سوريا، ليبيا وبلدان أخرى، بريغوجين يفهم جيدا بأن "فاغنير" سوف تعطي له أرباح مالية كبيرة وخصوصا بأن الصراعات في الشرق الأوسط سوف تكبر وسوف يكون على "فاغنير" حماية النفط والنقاط المهمة من أي هجوم.
 
الدور القذر التي تلعبها الدولة العميقة في روسيا يضر فقط بمصالح روسيا ويعقيها من التقدم الاقتصادي وتحويل روسيا إلى دولة ناجحة، الدولة العميقة الذي يمثلها مجموعة من الرجال الاعمال روس لن تساعد روسيا على على الخروج من الازمات بلسوق تدخلها في مشاكل جدد.