كان الإمبراطور الروماني كومودوس مصابا بجنون العظمة مثل الرئيس السوري بشار الأسد، فقد كان الأباطرة الرومان يتميزون بنمط غريب فكل إمبراطور لامع بشكل استثنائي كان يخلفه آخر مجنون بشكل استثنائي أيضًا كما حدث مع بشار الأسد عندما ترك حافظ الأسد السلطة له.

فقد أعقب الإمبراطور كلوديوس الذي طور روما بشكل كبير الإمبراطور نيرون الذي أحرق روما بشكل سيئ الذي يشبه بشار الأسد في تصرفاته بتدمير سوريا وقتل الشعب السوري ومحاولته للبقاء في السلطة في استعمال أبشع الطرق.

كومودوس كان شبيهاً ببشار الأسد بخصوص خوفه من المؤامرات من قبل المقربين له، وكان يخاف من أي تحرك منهم باتجاهه.

في بداية حكمه ولمدة ثلاث سنوات كانت الأمور تمشي بسلاسة أكثر وكان يظهر انطباع عليه أنه شخص مدلل أكثر من دموي لكن بعد محاولة اغتياله خصوصا التي دبرت هذه المحاولة كانت أخته لوسيلا، تحول كومودوس إلى سفاح يرى الخيانة في الجميع ويقتل من يشك فيه فقط لمجرد الشك ومن هنا اتضح اختلاله العقلي وكما حدث مع الأسد عندما استلم السلطة من أبيه بعد موته وموت أخيه في حادث هو استلم السلطة بدون إرادة منه، إثر موت أبيه وبعد الثورة السورية عام 2011 بدأ بقتل الناس وتخويفهم وإرعاب أي أحد لا يوافق رأيه.

الأسد وكومودوس الاثنين لديهم جنون العظمة هم يحبون أنفسهم ويضعون نفسهم بمستوى الإله الأوحد لمواطنيهم، الأسد وباعتقاله للناس كان يفعل أفعال كومودوس بتعذيبهم.

لم تكن المصارعة والقتال محض هواية للإمبراطور الروماني كومودوس، بل فرصة ممتازة لاختلاس الأموال؛ إذ كان يفرض على الدولة في كل مرة يظهر في ساحة المصارعة الرومانية صرف مبالغ هائلة له أصابت الاقتصاد الروماني بالشلل. وبالتالي؛ لم يكلف حب كومودوس للقتل الأرواح فحسب، بل ساهم في انحدار الاقتصاد الروماني نحو الانهيار التام وفي سوريا كان الأسد وأقاربه يسرقون سوريا لسنوات وأعطى الأسد لعائلته للاستفادة الكاملة من الاقتصاد السوري بسرقة أموالها وإرسالها إلى خارج سوريا.

الأسد بتدميره الوحشي لسوريا فعل فعلة كومودوس بشعبه وحول سوريا إلى بلاد مدمرة لا يسكنها نصف السكان وترك لنفسه ولأقاربه فرصة لسرقة ثروات سوريا ونستطيع أن نتذكر قول أحد أعضاء مجلس الشعب السوري "قليل عليك يا سيادة الرئيس حكم سوريا والوطن العربي ولازم تحكم العالم" الذي يدل على جنون الأسد والمقربين له وابتعادهم عن الواقع كل البعد ما حدث عند كومودوس عندما بدأ يتحكم في البلاد بطريقة منعزلة وعدم استماعه لمجلس الشيوخ.

كومودوس لم يكن مصارعًا عاديًا، بل كان قاسيًا حتى بمعايير الرجال الذين يضربون بعضهم البعض حتى الموت من أجل تسلية الجمهور؛ فقد كان يُجبر المصارعين على المجيء إلى بيته ومصارعته، وكانت تلك الدعوة تعني الموت شبه المؤكد؛ إذ لا يجرؤ أحد على ضربه. فضلًا عن ذلك، كان يربط المصارعين ببعضهم البعض ويجبرهم على القتال حتى يموت أحدهم، وإذا ما حاول أحد المصارعين الإبقاء على حياة خصمه، كان يمنعه كومودوس من ذلك، وإلا فلن يُطلق سراحهما مطلقًا وهذا الشي يذكرنا بنفس العقلية الذي كان يستخدمها مؤيدي بشار الأسد بالمعارضين في سوريا وفقاً للتقرير، تعددت أنماط التعذيب التي استخدمها نظام الأسد داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومورست بشكل واسع، ولا يكاد يوجد معتقل ناج لم يتعرض لأحد هذه الأساليب أو لعدد منها معا. صنف التقرير أنماط التعذيب ضمن سبعة محاور أساسية، ويتفرع عن كل نوع عدة أساليب ثانوية بما يشكل مجموعه 72 أسلوب تعذيب متبع من قبل قوات النظام السوري بحق المحتجزين.

الأسد سوف يرحل ولكن سوف يبقى في التاريخ مجرم كـ كومودوس وسوف يذكره الناس كمجرم حرب لأن التاريخ يعيد نفسه في أماكن مختلفة مرات عديدة.