السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية وتجاذبات الشعبية في الشارع التركي

17 اغسطس 2020، 11:54 ص

قد لا نكون اليوم في موسم انتخابات في تركيا، ولكننا بلا شك في موسم أحداث ساخنة متعاقبة، تخلق مؤشرات مؤثرة على الساحة السياسية وتكويناتها وعلى الشارع التركي.

فنتائج أي انتخابات تكون حصيلة لمسيرة الفئة الحاكمة والشارع المعارض، خلال سنوات ما بين الانتخابات وخصوصاً مع تجربة نظام جديد كالنظام الرئاسي في تركيا.

هذا النظام الذي أعاد رئيس الجمهورية إلى حزبه، وما عاد الدستور الجديد يعارض انتماء أو ترأس رئيس الجمهورية لحزب سياسي.

لكن عودة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى صدارة حزب العدالة والتنمية لم ترفع من أسهم الحزب المتراجعة شعبياً وانتخابياً في التجارب الانتخابية الأخيرة.

في الوقت الذي نلحظ فيه عودة شعبية الرئيس التركي أردوغان مع النظام الرئاسي إلى الارتفاع في الوقت الذي نرى مؤشراً عكسياً في جماهيرية حزب العدالة والتنمية.

تراجع العدالة والتنمية

تبدو شعبية العدالة والتنمية منفصلة قليلاً عن شعبية زعيمه الرئيس رجب طيب أردوغان فالشعب التركي لا يخلط بين الاثنين فهو يقيّم العدالة والتنمية كحزب سياسي، ويقيم الرئيس رجب طيب أردوغان بوصفه رئيساً للجمهورية وقائد للدولة دون خلط أحدهما بالأخر.

فخلال الفترة الماضية:

  • أثر التحالف بين العدالة والتنمية "اليمين الوسط المحافظ " مع حزب الحركة القومية "أقصى اليمين القومي" على شعبية الحزبين نوعاً ما، لاسيما قاعدة العدالة والتنمية التي أزعج نوعاً ما، قسماً لا بأس به منها، التقارب من الحركة القومية.
  • التفكك في حزب العدالة والتنمية والذي ظهر علانية في خلاف أهم القيادات التاريخية للحزب، وانشقاق أحمد داوود أوغلو الشخصية الثانية في الحزب بعد انتقادات منه للحزب وهيكليته ومواقفه، عدا عن انشقاق علي بابا جان وعبد الله غل عن حزب العدالة والتنمية وهم من أهم الشخصيات في تركيا الحديثة، ومن مؤسسي حزب العدالة والتنمية البارزين.
  • ظهور أحزاب جديدة من نفس توجه حزب العدالة والتنمية ورؤيته السياسية والشعبية وهي حزب المستقبل/أحمد داود أوغلو/، وحزب الديمقراطية والتقدم /علي بابا جان /، وحزب الرفاه الجديد /فاتح أربكان /، هذه الأحزاب قاعدتها الجماهيرية (على قلتها حتى الآن) كانت على حساب قاعدة حزب العدالة والتنمية الشعبية.
  • تركيز حزب العدالة والتنمية دائماً على إستانبول وأنقرة، والضعف التنظيمي والقيادي والترهل الحزبي في الولايات البعيدة عنهما.
  • جمود الشخصيات في الحزب وعدم بروز شخصيات قيادية لامعة في صفوفه، وهو ما برز في انتخابات بلدية إستانبول الأخيرة التي كانت انتخابات في "قوة شخصية " المرشحين، وليس على قوة أحزابهما.
  • توجه أحزاب المعارضة "يمين ويسار" للتكتل والتحالف لاسيما حزب الشعب وحزب الخير وحزب الشعوب الديمقراطي، وربما سينضم للتحالف حتى الانتخابات القادمة أحزاب أخرى "ولو أنها صغيرة"، وهو ما وصفه كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب: "بالأصدقاء"، ملمحاً إلى تحالف قوي سيفوز بالانتخابات القادمة، داعياً إلى إلغاء عتبة 10% للدخول إلى البرلمان.

شعبية أردوغان في صعود

ساعدت الأحداث الداخلية والخارجية مؤخراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنمية رصيده الشعبي، وأبرزت نجاحاً للنظام الرئاسي الجديد.

وأبرز ملامح هذه المرحلة والأحداث التي ساهمت في تصاعد شعبية الرئيس التركي كانت:

  • حصد النجاحات السياسية والاقتصادية غالباً ما تكون باسم الرئيس أردوغان، دون التطرق كثيراً لاسم العدالة والتنمية أو حتى الوزراء أيضاً.
  • عدم وجود شخصية ذات كاريزما وانجازات جماهيرية، معارضة أو مستقلة، قادرة على مواجهة أردوغان في انتخابات قادمة.
  • خيبة أمل الشارع من شخصية أكرم أمام أوغلو في قيادته لبلدية إستانبول، بعد بروز اسمه لمنافسة أردوغان مستقبلاً.
  • الهالة الإعلامية الكبيرة التي ترافق أردوغان حتى على المستوى العالمي -والشعب التركي شديد التأثر بالإعلام المحلي- والحديث عن تصاعد دور تركيا عالمياً، ولاسيما نديتها لدول كبرى عالمياً، في سوريا وليبيا وأذربيجان وقضية شرق المتوسط.
  • أزمة كورونا وما وُصِف بالنجاح الكبير لإدارة أردوغان للأزمة، والتي أشرف عليها شخصياً بالاجتماعات والقرارات، وكذلك ما أعقبها من قضية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وما رافقها من بروبغندا إعلامية كبيرة جداً، تجاوزت حجم الحدث وأهميته وإلباسه طابع ديني عالمي، ووصفه بالفتح الكبير ونصر لتركيا باسم الرئيس أردوغان.