أسامة الاطلسي:
في حركة سياسيّة جريئة، أعلنت الإمارات العربيّة المتّحدة عزمها تطبيع العلاقات بصفة علنيّة مع إسرائيل، وبالفعل، حطّت أوّل طائرة إسرائيلية من نوعها في دولة الإمارات إعلانًا لميلاد تاريخ جديد في المنطقة له ما قبله وما بعده. وكما هو متوقّع، اعتبر الشارع العربيّ هذا القرار قرارًا مستفزّا لعواطف العرب والمسلمين ووصفه آخرون بالخيانة لقضيّة أمّة، في حين التزم كثيرون بالصّمت.
وعن الموقف الرسميّ للقيادات العربيّة، لاحظ المهتمّون بالشأن السياسيّ العربيّ تراجعًا في منسوب الحدّة تجاه المواضيع المتعلّقة بإسرائيل وملفّ التطبيع. معظم الدّول العربيّة التزمت الصّمت أو كان موقفها من التطبيع الأخير محتشمًا أو ضبابيًّا. يتوقّع الكثير من المحلّلين السياسيّين أنّ هناك دولًا عربيّة ستعلن هي الأخرى في الأسابيع أو الأشهر المقبلة عن تطبيعها العلاقة مع إسرائيل.
بدت فلسطين غاضبة من هذا القرار حكومة وشعبًا، وتُرجم هذا الغضب إلى قرارات ميدانيّة، من بينها نذكر انسحاب فلسطين من المشاركة في معرض دبي إكسبو الدّولي المزمع إجراؤه سنة 2021 بعد إلغائه سنة 2020 للأسباب الصحّية المعروفة. إلّا أنّ الموقف الفلسطينيّ لم يكن متجانسًا بالكامل هذه المرّة. حزب الاتحاد الديموقراطي الفلسطينيّ أو كما يُعرف بـ" حركة فدا"، أحد مكونات الساحة السياسيّة الفلسطينية، لم يرحّب بتصريحات السلطة الفلسطينية الأخيرة التي "تهجّمت فيها على دولة خارجيّة" ودعت السلطة لتجنّب التدخل في شؤون دول المنطقة، خاصّة التي تجمعها بها مصالح حيويّة.
تمرّ السلطة الفلسطينية بلحظة حرجة في تاريخها، إذ اجتمع عليها انحسار الدّعم الخارجيّ وتراجع الاقتصاد الفلسطينيّ بسبب جائحة الكورونا، إضافة إلى المشاكل السياسيّة الداخلية. هل تجد السلطة مخرجًا معقولاً من هذه الأزمات المتتالية الحرجة ؟